أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله، أول أمس، بعنابة على أهمية التحكم في آليات تسيير أموال صندوق الزكاة وذلك بشكل عقلاني ومدروس. واقترح في هذا الشأن "الاستفادة من خدمات الوكالة الألمانية للدعم التقني "جيتيزاد" لضمان استرجاع القروض لتداولها على أكبر عدد ممكن من المستفيدين". وأوضح الوزير خلال إشرافه على اختتام أشغال الملتقى الدولي حول "الإسلام والتنمية المستديمة" الذي افتتح الأربعاء المنصرم بعنابة بأن ترشيد تسيير أموال صندوق الزكاة مرتبط بمدى التحكم في آليات تسييرها كقرض مصغر موجه للاستثمار المنتج من طرف شباب. وأضاف بأن صندوق الزكاة الذي يطمح أن يرتقي إلى مصدر تمويل دائم لترقية الاستثمارات الصغيرة مطالب بالتحكم في آليات تسيير القروض التي يمنحها للشباب وضمان استرجاعها لتوجه لتمويل المزيد من المشاريع الأخرى. ومن جهة أخرى أوصى المشاركون في الملتقى الدولي حول "الإسلام والتنمية المستديمة" في ختام أشغالهم بتعميم تجربة ولاية عنابة المتعلقة بدور المساجد في تغيير سلوكات المواطن اتجاه المحيط وإشراك السكان عبر مشاريع ميدانية لتحسين المحيط والمحافظة على البيئة وبفتح مجالات التعاون مع الهيئات الدولية والإقليمية في المجال البيئي وتفعيل الاستثمار عن طريق الزكاة لتمويل مشاريع مصغرة. وتميزت أشغال اليوم الثاني والأخير من هذا الملتقى الذي نظم من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتعاون مع الوكالة الألمانية "جيتيزاد" بعرض ومناقشة مداخلات تناولت أداء الوكالة بمناطق متعددة عبر الوطن لتحسين القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة. وفي هذا الإطار أشار المحاضر احسن بلحسن خبير في مجال التمويل المصغر إلى أن العمليات التي تمت في هذا السياق خصت تطوير فرع النسيج التقليدي وبعث مشاريع جوارية لإنتاج الصباغة الطبيعية. ومن جهته استعرض السيد عمر بازملال خبير في نفس المجال تجربة ولاية غرداية مع أداة التمويل عن طريق المشاركة. وأشار إلى أن هذه الصيغة الجديدة للتمويل تعتمد على تمويل جواري موجه لتطوير مشاريع قائمة وتنشط في الميدان. واستفادت من هذا النمط من التمويل الذي يسهم فيه أعيان المدينة 40 مؤسسة بولاية غرداية فيما يرتقب حسب صاحب مشروع "التمويل بالمشاركة" نقل هذه التجربة إلى ولايات أخرى عبر الوطن. ومن جهة أخرى تم بمناسبة تنظيم الملتقى الدولي حول "الإسلام والتنمية المستديمة "توزيع حصة من أموال زكاة الفطر لسنة 2009 على 15 مستفيدا لتمويل مشاريع مصغرة بولاية عنابة. كما تتبع الوزير عرضا حول مشروع المسجد الكبير لمدينة عنابة وأوصى بربط الطابع المعماري للمشروع بخصوصيات المدينة وكذا باستعمال الطاقات المتجددة وإقامة مشاريع خدماتية تسهم مستقبلا في رفع مداخيل المسجد وتسهم في صيانته.