أكد المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون الذين توافدوا على الجزائر خلال الأسبوعين الأخيرين، صحة المقاربات الجزائرية لمسائل السلم والأمن في العالم وسبل حل النزاعات في عدة مناطق إقليمية وجهوية، ناهيك عن واقعية تجربتها في مكافحة الإرهاب، الشيء الذي دفع بأمريكا وأنجلترا على حد سواء، إلى إعلان حرصيهما على ترقية التعاون الأمني والاقتصادي إلى علاقات سياسية متميزة مع الجزائر، تمكنها من أن تحتل مرتبة الشريك السياسي. وقد حظي بعض هؤلاء المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين باسقبال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بعد لقائهم بنظرائهم الجزائريين والوزير الأول أحمد أويحيى وكان آخر المستقبلين يوم أمس وزير الدفاع البريطاني بوب انسوورث الذي جاء الى الجزائر في زيارة رسمية بهدف تدعيم التعاون العسكري والأمني بين البلدين. وحملت تصريحات مساعد كاتب الدولة الأمريكي للشرق الأوسط جيفري فلتمان، الأربعاء الماضي في أعقاب استقباله من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، اعترافا أمريكيا بواقعية المقاربات الجزائرية لمسائل النزاعات في الشرق الأوسط (العراق، افغانستان، الملف النووي الإيراني، والصراع العربي الإسرائيلي)، حيث أكد المسؤول الأمريكي ان زيارته للجزائر تهدف الى مناقشة الفرص المتاحة للعمل سويا بخصوص هذه الملفات. كما حملت تصريحات المسؤول الأمريكي، اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بفاعلية وواقعية المقاربة الجزائرية في تسوية المسائل الأمنية في منطقة الساحل، حيث تطابقت هذه التصريحات مع الموقف الجزائري حيال هذه المسائل، عندما أقرت بأن من مصلحة الجميع ايجاد حل لقضايا الأمن والسلم في منطقة الساحل. وقد نقلت التصريحات نفسها، دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية، في هذا المجال، للجهود التي تبذلها الجزائر في مكافحة الإرهاب ومن أجل عقد قمة »بباماكو«. وقد عبر المسؤول الأمريكي عن صحة المقاربات الجزائرية عندما وصف التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب ب"الجد فعال" واعتبر أن من الضروري توسيعه الى الجوانب الاقتصادية مع الجزائر، وأنه من الهام جدا بالنسبة للولايات المتحدة أن تعزز تعاونها أكثر فأكثر مع الجزائر في كافة المجالات. لقد أقرت الولاياتالمتحدة بعدم جدوى مقاربتها لمشروع أفريكوم، وصحة المقاربة الجزائرية بشأنه عندما أعلنت مساعدة نائب كاتب الدولة للدفاع الأمريكية المكلفة بإفريقيا السيدة فيكي هودليستون، خلال زيارتها الأسبوع الماضي للجزائر عن تخلي بلادها عن هذا المشروع الذي عارضته الجزائر منذ البداية مشيدة في هذا السياق بدور الجزائر في مكافحة الإرهاب في منطقتي المغرب العربي والساحل، مؤكدة أن "لا توجد أية نوايا حاليا لإنشاء مقر لهذه القيادة في افريقيا،، وهي القيادة التي أنشئت في أكتوبر من سنة 2007، وترمي الى تنسيق كافة النشاطات العسكرية الأمريكية في افريقيا، ويوجد مقرها حاليا بشتوتغارت في ألمانيا، وأبرزت الدور الذي يمكن أن تلعبه من مقرها في تعزيز الطاقات العسكرية للبلدان الإفريقية لأداء مهامها المتمثلة في "ضمان السلام والاستقرار" من خلال مساعدتها على مكافحة النشاطات غير القانونية مثل الإرهاب وتهريب المخدرات والأسلحة، وهو ما أضحى ينسجم مع الرؤية أو المقاربة الجزائرية للأمن والاستقرار في إفريقيا. وفي هذا الإطار، وصفت المسؤولة الأمريكية في ندوة صحفية عقدتها بمقر سفارة بلدها بالجزائر في أعقاب محادثاتها مع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني السيد عبد المالك ?نايزية، لقاء قادة جيوش إفريقيا الذي انعقد بتمنراست في الصائفة الماضية بالمهم، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستدعم أي مسعى في هذا الإطار يهدف الى استئصال الإرهاب بالمنطقة، من خلال طرق التعاون والتنسيق الأمني بين عدد من الدول، خاصة الجزائر، كتلك المتعلقة بالمناورات البحرية بين البلدين في عرض السواحل الجزائرية، والتي تندرج حسب المسؤولة الأمريكية في إطار تعزيز الأمن البحري والتعاون العسكري بين الولاياتالمتحدةوالجزائر، حيث تعد المرة 11 التي تقوم بها سفن حربية أمريكية بزيارة الجزائر منذ العام 1998.