تنتعش هذه الأيام تجارة الألبسة الرياضية الخاصة بالفريق الوطني لكرة القدم، وحتى العلم الوطني، وإذا كانت القمصان والبذلات الرياضية تختلف حسب الأعمار، كما تتباين الأعلام حسب الأحجام، فإن القاسم المشترك بين هذه الرموز هو اللون الأخضر الذي يزين أيضا العديد من الاكسسوارات، كالقبعات الرياضية والحواشي، وغيرها، حيث باتت هذه التجارة المناسباتية تجذب الكثير من الشباب نظرا للإقبال منقطع النظير عليها من قبل كل فئات المجتمع. وصار العلم الوطني بأحجامه المختلفة لاسيما الصغيرة منها مطلوبا من الكثيين كرمز للاعتزاز والفخر، فمن السهل إيجاد مكان لوضعه سواء في السيارة أو المكتب، أو المنزل، ولا يهم سعر اقتنائه الذي يتراوح بين 50دج و150دج. أما البذلة الرياضية للفريق الوطني لاسيما الخاصة بالأطفال من سن العام إلى 6 سنوات، فإن ثمنها الذي يصل لدى بعض التجار إلى 1500 دج لا يمنع الآباء من اقتنائها، ويُرجع الكثيرون سبب الإقبال عليها إلى لونها الأخضر الجذاب والأبيض الناصع، ثم إلى نوعية قماشها الجيدة. والغريب أن اللباس الرياضي الجزائري حمل دائما هذين اللونين، غير أن نظرة الناس وذوقهم تغير، فبعد أن كان البعض لايرون فيه شيئا من الجمال، أصبحوا الآن يقبلون عليه بكثرة. يبدو أن الظرف الرياضي المملوء بالحماس والأمل والحلم الذي وضع فيه الخضر الجماهير الجزائرية عامة جعل الأذواق تتغير، بل جعلهم يرون الجمال في كل ما لونه »أخضر«، بعد أن شدت ألوان أخرى عيونا وأسرت قلوبا لزمن طويل، فصرنا نرى في كل مكان علما يلوّح، وعلى جسد كل صبي وشاب قميصا أخضر يصرخ، والنتيجة أن الذوق لدى الجزائري كان دائما رفيعا ولم يتغير، لكن الثقة والأمل أعادا بعث هذا الجمال، وصدق الشاعر إذ قال "كن جميلا تر الوجود جميلا".