على غرار حي ''بروسات'' المتواجد ببلدية حسين داي وبلدية جسر قسنطينة، شرع سكان معظم بلديات ولاية الجزائر العاصمة بحر الأسبوع الفارط في عملية طلاء جدران واجهات بناياتهم والمؤسسات والمحال التجارية ومواقف الحافلات بألوان العلم الوطني والمنتخب الجزائري لكرة القدم، استعدادا للمباراة الحاسمة التي تجمع منتخبنا بنظيره المصري اليوم بملعب القاهرة، إلى جانب ذلك تم تزيين معظم شوارع وأزقة الأحياء الشعبية بالأعلام الوطنية ذات الأحجام المختلفة، مما أعطى لبلديات العاصمة ديكورا موحدا تخلله امتزاج ثلاثة ألوان معبرة عن مدى تضامن الشعب الجزائري وتلاحمه في مثل هذه المناسبات الكروية. في ذات السياق شهدت جل الأسواق الموازية النشطة بشوارع وطرقات بلديات ولاية الجزائر على مدار شهر قبل مباراة الفريق الوطني لكرة القدم بنظيره المصري، انتعاشا كبيرا في تجارة بيع الأعلام الوطنية والألبسة الرياضية ذات الألوان الثلاثة (أحمر أخضر أبيض)، حيث وجد معظم التجار الفوضويين وحتى الشرعيين الناشطين ببلديات العاصمة كالجزائر الوسطى، بلوزداد، سيدي امحمد، الرغاية، الرويبة، الحميز، ساحة الشهداء، باب الزوار الفرصة المواتية التي تذر عليهم الربح الوفير في أجل قصير لا يتعدى الأسبوع، تماشيا مع الحدث الرياضي الهام الذي يجمع منتخبنا الوطني بالمصري. تباع في رمشة عين الأعلام الوطنية تزين شرفات وأسطح العمارات قامت معظم العائلات الجزائرية العاصمية، بتزيين شرفات وأسطح عماراتهم وبنياتهم بالأعلام الوطنية، بالرغم من ارتفاع أسعار هذه الأخيرة التي تراوحت مابين 1600 دج و250 دج حسب الأحجام، وهذا تضامنا مع منتخب الخضر ومساندة له في مباراته الحاسمة ضمن تصفيات مونديال .2010 في هذا الإطار فضل معظم الباعة الفوضويين على غرار التجار الشرعيين طبعا، ممارسة النشاط الملائم للحدث، وعرض السلع التي تتماشى والمناسبة الكروية، حيث قام جلهم بعرض الأعلام الوطنية بأسعار تراوحت بين 1600 دج و250 دج، والقبعات ب 450 دج وتختلف في سعرها هي الأخرى باختلاف أحجامها وكذا الأوشحة الحاملة للألوان الوطنية ب250 دج، بالإضافة إلى عرض الملابس الرياضية كالأقمصة التي تحمل هذه المرة صور نجوم الفريق الوطني ككريم زياني، رفيق صايفي، عنتر يحي، بوقرة، جبور، وهذا على غرار ما جرت عليه العادة، حيث كانت جل الأقمصة الرياضية تباع حاملة لمشاهير نجوم الكرة الأوربية والعالمية مثل ''كريستيانو رونالدو'' و'' كاكا'' لاعبا فريق ريال مدريد الإسباني. ورغم ارتفاع أثمان القمصان حيث ترواحت بين 2600 دج و5000 دج، غير أن جل مناصري الفريق الوطني لكرة القدم الجزائرية، لم يفوتوا فرصة هذا العرض المميز، حيث سارعوا لارتداء قمصان نجوم الفريق الوطني لبلادهم، غير مبالين بثمنها، وهذا كله من أجل تجسيد روح الكرة الرياضية التي تجري في عروق الجزائريين. وفي هذا الشأن عبر الشاب (كريم.س) الذي التقيناه بأحد متاجر بيع الملابس الرياضية بالعاصمة، عن سعادته الكبيرة لهذا العرض المميز وبهذه الأجواء الرياضية التي تميز العاصمة على غرار باقي ولايات الوطن، فالأعلام الوطنية والملابس الرياضية زينت هذه الأخيرة وأعطتها ديكورا متميزا ممزوجا بالأحمر والأخضر والأبيض دون غيرها. 3 ,2 ,1 تدوي آذان العاصميين سيارات بمكبرات الصوت استعدادا للاحتفال بأغلب بلديات العاصمة من ناحية أخرى شهدت معظم شوارع وأحياء العاصمة، الشعبية منها والراقية، ظاهرة جديدة تمثلت في تجهيز الشباب لأعداد هائلة من السيارات والمركبات وحتى الحافلات بمكبرات الصوت و''الديسك جوكي'' استعداد للاحتفالات المتوقعة عقب فوز ''الخضر'' على مصر. إذ لا يخلو أي حي من أحياء العاصمة من مركبات متنقلة تحمل ''ديسك جوكي'' مجاني، يرفع على مسامع الجزائريين أشرطة وأسطوانات مناصري المنتخب الوطني، في مبادرة تهدف إلى الانتعاش لأقصى درجة ممكنة بالفوز أمسية اليوم. حيث وأثناء الجولة الميدانية التي قادتنا خلال قيامنا بهذا الربورتاج إلى بعض بلديات وأحياء العاصمة، وبالتحديد بئر خادم، عين النعجة، تقصراين، العاشور وجسر قسنطينة، لاحظنا مدى إقبال الشباب على اقتناء مختلف أسطوانات المناصرين، والتي تحمل أغان ذات طبوع رياضية، كأغاني الثنائي الشاب توفيق وحسيبة ''ألي ليفار'' و''لي ميحابش لا لجيري يشوف توم وجيري''، والشاب سيد علي دزيري ''صايفي مقني والشبكة يا زياني واحد زوج ثلاثة ونعاودو هالك يا شحاته ندوها رانا حالفين'' وهي التي لقيت رواجا كبيرا، لعرضها سهرة اليوم عقب الفوز المنتظر أن يوقعه الفريق الوطني الجزائري على نظيره المنتخب المصري، بغية الاحتفال جماعيا على أنغامها.