عرفت شوارع العاصمة وطرقها الرئيسية أمس، ازدحاما واختناقا كبيرين نتيجة تدفق محبي ومناصري الفريق الوطني على مصلحة جواز السفر بالدوائر ووكالة الخطوط الجوية الجزائرية من أجل التنقل إلى العاصمة السودانية الخرطوم ودخول ملعب المريخ لحضور المقابلة الفاصلة التي ستجمع الفريقين الوطني والمصري غدا الأربعاء. وعاشت العاصمة أمس، أجواء استثنائية ميزتها الفرحة والابتهاج بقرار رئيس الجمهورية الذي أثلج صدور عشاق الخضر الذين لم يتأخروا في التوجه إلى مختلف وكالة "الجزائرية" بشارع باستور للحصول على تذكرة السفر لمؤازرة رفاق زياني، حيث هب المناصرون من مختلف الأعمار وخاصة الشباب على مقر الجوية الجزائرية الذي ظل بابه مفتوحا إلى ساعات متأخرة لتلبية رغبات الأنصار، الذين حملوا الأعلام الوطنية ورددوا شعارات وأهازيج الحب والإصرار على المساندة إلى آخر لحظة من أجل التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا. وقد عرفت حركة المرور أمس ومنذ الساعات الأولى للصباح اختناقا كبيرا على مستوى مختلف محاور ومسالك الطرقات بالعاصمة، خاصة على مستوى الجهة الشرقية التي وجد مستعمليها صبيحة أمس صعوبة كبيرة في الوصول إلى وسط العاصمة والالتحاق بمقرات عملهم، نتيجة الحركة الكثيفة وتدفق آلاف الأنصار الذين كانت وجهتهم كلها واحدة وهي وكالة "الجوية الجزائرية"، بوسط العاصمة مما جعل المركبات تسير ببطء شديد وهي مصحوبة بالأهازيج المشجعة والأغاني المختلفة المساندة والمناصرة "للخضر"، كما لم تخل معظم المركبات من الرايات والأعلام الوطنية التي زينت بها. وتعكس أجواء الفرحة والمناصرة التي تعيشها العاصمة ومختلف ربوع الوطن، حب الأنصار لفريقهم واستيائهم لما تعرض له من إهانة من قبل الأشقاء في مصر، حيث فضل العديد من الشباب أمس التعبير عن ذلك من خلال حملهم للعلم الوطني وترديد شعارات المساندة في مختلف الشوارع الرئيسية مثل العربي بن مهيدي وخاصة على مستوى نصب الأمير عبد القادر الذي اكتسى حلة بألوان العلم الوطني. ولم تخل الطرق المؤدية إلى ملعب خمسة جويلية من الازدحام بعد تنقل المناصرين إلى هناك ليتم نقلهم إلى مطار هواري بومدين بواسطة حافلات النقل الحضري التي خصصتها المؤسسة لتسهيل سفر هؤلاء إلى الخرطوم، وتجنيبهم عناء السفر عبر الوكالات السياحية، حيث توجه العديد من الأنصار إلى نقطة الانطلاق التي ستمكنهم من متابعة المقابلة ومناصرة فريقهم ومؤازرته عن قرب.
طوابير بمصلحة جوازات السفر بالدوائر من جهتها، شهدت الدوائر ال13بالعاصمة حالة طوارئ حقيقية بمصلحة بطاقية المعلومات على مستوى أمن الدوائر، التي تحولت إلى قبلة للمناصرين والراغبين في السفر إلى الخرطوم مباشرة بعد الإعلان عن الإجراءات والتسهيلات الخاصة بذلك، حيث وقفت "المساء"على حالة التأهب القصوى التي عرفتها بعض هذه المصالح أمس بعد تلقيها تعليمات بتسريع وتيرة العمل لاستخراج وتجديد جوازات السفر، وعبر بعض المناصرين عن ارتياحهم للأجواء التي تتم فيها العملية وسرعة إتمام الإجراءات خاصة أن العمل سار ليل نهار لإتمام مختلف الترتيبات وإرضاء الجماهير الغفيرة التي توجهت بالآلاف على وكالة الجوية الجزائرية ومصلحة الجوزات بالدوائر، مما أدى إلى تشكل طوابير غير منتهية أمام هذه المصالح التي يبذل أعوانها مجهودات كبيرة لتمكين المناصرين من السفر في الوقت المناسب. وقد بلغ هاجس السفر لمساندة الخضر في الخرطوم، توجه العديد من الشباب إلى مصلحة استخراج جواز السفر على مستوى الدوائر لجلب الاستمارة الخاصة بذلك، رغم أن إعداده يتطلب وقتا نظرا للإجراءات المطلوبة.
جنود بالجوية الجزائرية وقد وصف بعض المناصرين أعوان "الجوية الجزائرية" بالجنود الذين يقومون بعمل جبار لتلبية كل الرغبات للحصول على التذكرة وتحقيق حلم محبي الخضر إلى النخاع، حيث يعمل هؤلاء باستمرار والى ساعات متأخرة من الليل للاستجابة لجميع الطلبات دون استثناء وذلك منذ التعليمات التي وجهها رئيس الجمهورية وإعلانه منح أربعة آلاف تذكرة مجانية لدخول ملعب المريخ السوداني.