ألح وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول أمس، على ضرورة حماية محيط مشروع الطريق الدائري الثاني للعاصمة الممتد من زرالدة إلى بودواو من فوضى البناء العشوائي، داعيا في المقابل إلى استغلاله لبعث بعض النشاطات الإقتصادية المواتية، والتخفيف من ضغطها على المدن والمناطق الحضرية، كاشفا في السياق أن وزارته تفكر في إنشاء هيئة لتسيير الطرق الدائرية، للتكفل بشكل أنجع بمهام صيانتها·
وعبّر الوزير الذي قام بزيارة ميدانية إلى ورشات مشروع الطريق الدائري الثاني للعاصمة، وانتقل خلالها عبر كل مساره الممتد على أقاليم ثلاث ولايات هي الجزائر، البليدة وبومرداس، عن ارتياحه لمستوى تقدم الأشغال الذي تقارب في مجملها 70 بالمائة، سيما بعد استكمال كل عمليات تحرير المسلك الذي يبلغ طوله 63 كلم، من مشكل نزع الملكية الذي تم التخلص منه بشكل شبه كامل، على اعتبار أنه لم يتبق من العائلات القاطنة على مسار المشروع أكثر من 5 عائلات، منها عائلتان على مستوى ولاية بومرداس، بينما تتمركز العائلات الثلاث الأخرى بمنطقة خرايسية بولاية الجزائر· وأبرز السيد غول في هذا الإطار الجهود الكبيرة التي بذلتها الجماعات المحلية، لتسوية هذا الإشكال العويص، سيما على مستوى ولاية بومرداس حيث أعيد إسكان حوالي 200 عائلة في ظرف قياسي تطبيقا لقانون نزع الملكية لفائدة مشاريع ذات المنفعة العامة· أما بولاية الجزائر فقد سمحت عملية استغلال التصوير بالساتل بتحويل مسار المشروع وتفادي بذلك المنطقة الحضرية، وتجاوز الضرورة في ترحيل 28 عائلة على مستوى منطقة الدويرة و26 عائلة بمنطقة بن شعاوة ببئر التوتة، حيث سيتم إنجاز نفق مفتوح يضم إلى جانب مسلك الطريق، فضاءات للراحة واللعب لفائدة سكان المنطقة· وفيما سجل تقدم المقطع الممتد على إقليم ولاية البلدية حيث تجري أيضا أشغال تهيئة طريقين جديدين يربطان بالمشروع، يشكل الأول مدخل لمدينة مفتاح والثاني مدخل لمصنع الإسمنت بنفس المدينة، دعا الوزير إلى استكمال المحاور المتقدمة وتحضيرها للتسليم الجزئي، داعيا المؤسسات المكلفة بالإنجاز إلى التركيز على المنشآت الفنية الكبرى، دون إهمال المنشآت الصغرى، حتى لا تكون هذه الأخيرة سببا في تعطيل الإنجاز ككل وتأخير استلامها· وحث الوزير هيئات قطاعه إلى منح الأولوية لهذا المقطع في إطار برنامج التسليم الجزئي للمشاريع، مع الانطلاق في عملية تأهيل الطرق السريعة الأخرى الممتدة على تراب ولايتي البليدةوالجزائر، على اعتبار أن سنة 2008 ستكون سنة تأهيل كل المقاطع الطرقية ذات الصلة بالطريق السيار شرق غرب· كما حث مجمع المؤسسات المكلفة بالطريق الدائري الثاني للعاصمة على ضرورة الانطلاق في العمليات بشكل متوازي بين مقاطع المشروع، ومحاور الربط الجدية التي تم اعتمادها على مستوى المناطق الصناعية والحضرية، على غرار محور المدينةالجديدة لسيدي عبد الله ومشروع المستشفى الجديد بزرالدة، محور مطار الجزائر وكذا محوري المنطقتين الصناعيتين لمفتاح والرويبة، حيث دعا الوزير إلى تهيئة رواق خاص بالعربات ذات الوزن الثقيل على الإتجاهين· وبالرغم من المستوى المتقدم الذي لا حظه في ميدان المشروع، إلاّ أن الوزير بدا حذرا من الشروحات التي قدمها له مسؤولو المؤسسات، سيما فيما يتعلق بآجال انجاز المنشآت الفنية والجسور الضخمة، مشيرا إلى أن الإرتياح الذي عبّر عنه هو ارتياح حذر، سيما وأن الأمر يتعلق بمشروع حيوي ينتظر أن يخفف من حدة الاكتظاظ في حركة المرور بالعاصمة بنسبة 60 بالمائة، ويفترض أن لا تتعدى آجال تسليمه صائفة 2008 ·