لم تتحمل الأوساط الفنية العربية ضحالة الموقف "الغريب" الذي اتخذه "الفنانون" المصريون بمقاطعة التظاهرات الثقافية الجزائرية والذي تبنته نقابة الفنانين المصريين وراحت تطالب الجزائر بتقديم الاعتذار لأن فريقنا قهر الفريق المصري. وتقاطعت تصريحات مختلف الفنانين العرب ومن مختلف الجنسيات على اندهاشهم لموقف اتحاد الفنانين المصريين الذي انساق وراء أكاذيب فضائيات مصرية افتقدت لأدنى أخلاق المهنة الصحفية بعد أن راحت تنفث سموما وأكاذيب لا أساس لها. واعتبرت الفنانة السورية سلمى المصري بان إجماع الفنانين المصريين على مقاطعة التظاهرات الثقافية الجزائرية، بعد عودتهم فارغي الوفاض من السودان عيب وغير مستحب وسلوك لا يصدر عن أناس عقلاء، وقالت: "كيف لدولة عربية أن تكون بهذا السخف"، وأكدت انها: "شاهدت عبر القنوات المصرية بأن فنانين مصريين لم يخجلوا من الإعلان عن مقاطعتهم لكل ما هو جزائري بل وإعادة الجوائز التي ظفروا بها ضمن مهرجانات سينمائية جزائرية، وهو ما أعتبرته عنصرية بكل معنى الكلمة وتصرف صبياني غير مسؤول". وأوضحت أميرة الفن السوري بأن تبادل الاتهامات والانسحابات والرفض والمجابهة يزيد من اشتعال النيران بدلا من البحث عن حل للتهدئة فالخسائر المادية والمعنوية ستطال الطرفين. وعن اللقاء الفاصل بين الجزائر ومصر والذي جرى على أرضية ميدان المريخ السوداني قالت سلمى المصري: "تابعت مباراة المنتخب الجزائري ونظيره المصري في القاهرة وايضا مقابلة الفصل في الخرطوم، ولم أكن في البداية متحيّزة لفريق معين، واعتقد أننا كعرب يعنينا أساسا من يمثّل العرب في المونديال سواء أكان الفريق جزائريا أومصريا أومن أي دولة عربية أخرى، غير أن ردود الأفعال المصرية عقب إعلان فوز الجزائر في السودان والأضرار التي لحقت بالخضر ومناصريهم أشعرني بحزن شديد وبأسف عميق، بعد أن صعّد المصريون انفعالهم، رغم أننا شاهدنا كيف برع الفريق الجزائري في مباراته مع الفريق المصري وأحرز الفوز بجدارة. ويبدو أن هذه المواجهات لن تتوقف عند هذا الحد ووصل الأمر إلى ما يشبه "محاكم التفتيش"، ان هناك دعوة لمقاطعة الفنان الكوميدي المحبوب أحمد مكي الذي اكتشف المصريين "حديثا" أنه من أصول جزائرية، حيث أن والده جزائري ووالدته مصرية، وشقيقته الفنانة إيناس مكي". أحمد الذي أصدر أغنية بعنوان "فوقوا" لتهدئة التعصب الأعمى بين مناصري المنتخبين لم يلتفت أحد إليها، وبحثوا وفتشوا في "أصوله الجزائرية" وكان قد عبر مكي عن اندهاشه من إقحام اسمه فى المعركة الدائرة بين الجماهير المصرية والجزائرية على خلفية المباراة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الكابتن حسن شحاته لم يغضب من تقليده في فيلم" طير أنت" وقال إنه لم يسئ أبدا إلى المدير الفني لمنتخب مصر.
فوز "الخضر" هو الرد الكافي على تفاهة الصحافة المصرية" وكان للفنانة المغربية ميساء مغربي ما تقول حيث أكدت أن الحملة الإعلامية الرخيصة التي تشنها القنوات الفضائية المصرية لا تعكس صورة ايجابية عن بلاد يطلق عليها "أم الدنيا". وأكدت أنها بالرغم من أنها لا تفهم في الرياضة إلا أنها كانت تشجع الفريق الوطني الجزائري، وقالت في هذا الشأن: "أنا لا أفهم في الرياضة، لكن تمنيت من كل قلبي فوز الجزائر لأنهم أولاد جيراني بدرجة أولى، وفوز أسود الصحراء على الفراعنة اعتبره الرد الحقيقي والكافي على تفاهة الصحافة المصرية المحرضة للشعب". من جانبها، قالت الفنانة السورية سلاف فواخرجي: "رغم صداقاتي في مصر وأهلها؛ إلا أنني شجعت الفريق الجزائري أنا وابني حمزة بحرارة، وتمنيت تأهل الجزائر إلى جنوب إفريقيا 2010، فيما اعتبر النجم السوري سامر المصري أن فوز الجزائر محتم إلا أن مصر سعت لحفظ ماء الوجه أمام المشاهد العربي". نانسي عجرم تتراجع وفي السياق نفسه، قالت نانسي عجرم: "لم أعتقد أن تشجيعي لمصر سوف يغضب الجمهور الجزائري، ولم أقصد استفزازهم، وأنا قلت ذلك حتى أحمسهم، ومطلوب من الجميع التحلي بالروح الرياضية، واعتقد أن هذا الكلام يمكن تقبله بكل روح رياضية، وقولها بصراحة ليس بيني وبين جمهوري في الجزائر أية عداوة". وجاءت تصريحات نانسي لدى وصولها الكويت بسرية تامة وبعيدا عن أعين الصحافة والمعجبين وكاميرات التصوير لإحياء حفل خاص لإحدى الأسر الكويتية. أما الممثل السوري جمال سليمان فقد أعرب عن غضبه الشديد مما حدث ووصف الأمر ببقعة الزيت التي تتمدد باستمرار وبسرعة كبيرة، وتساءل عن كيفية وصول الأمور وتأزمها لهذه الدرجة بين دولتين يفترض أنهما أشقاء، مضيفا "الموضوع برمته كان مجرد مباراة فى كرة القدم، لكنه تحول إلى ما هو أبعد من ذلك".
فنانو الجزائر يرحبون بالمقاطعة الفنية قلل عدد من الفنانين والمخرجين الجزائريين من أهمية قرار المقاطعة الذي تبنته النقابات الفنية المصرية، مشددين على أنهم ليسوا في حاجة إلى الأفلام المصرية "المبتذلة"، التي تنفر منها العائلات الجزائرية لاحتوائها على مشاهد تخدش الحياء.
المخرج أحمد راشدي: فليقاطعوا نحن في غنى عنهم واعتبر المخرج أحمد راشدي بان إجماع الفنانين المصريين وعزم نقابتهم على مقاطعة التظاهرات الثقافية الجزائرية، ليس سببه فقط فشل منتخبهم في مباراته ضد الجزائر، بل هو ثورة غل دفين يختزنونه لنا ولإنتاجنا الوطني، الذي لطالما عابوه وانتقصوا من قيمته؛ بسبب ما اعتبروه عائق فهم اللهجة الجزائرية. وأكد راشدي أن إلغاء التكريم الذي حظي به في مهرجان القاهرة، أمر لم يفاجئه، ولم يكن ذلك "التتويج ليبني له جسرا في النيل"، معبرا عن عدم اكتراثه بموقف الفنانين المصريين، وقال "فليقطعوا تعاملهم معنا وليلغوا تكريماتهم التي نحن في غنى عنها، لأن الأمر لا يمثل لنا أي مشكلة". وأضاف: "المصريون يختزنون لنا ولإنتاجنا الوطني كرها شديدا، ويعيبون علينا عدم فهمهم اللهجة الجزائرية، وكأنهم يجهلون أن من خصوصيات السينما اختلاف اللهجات". وأضاف راشدي: "إنه غير مبال بمضايقات المصريين له، في حال نزوله إلى الشارع أودخوله مطار القاهرة، بعد أن أصبحت الجنسية الجزائرية اليوم، عقب فوز "الخضر"، تهمة خطيرة، مشيرا إلى أنه يلازم الفراش منذ أيام ولم يبرحه؛ بسبب نزلة "برد" ألزمته البقاء في غرفة الفندق بالقاهرة.
كمال بوعكاز: لا نريد أفلاما تنفر العائلات الجزائرية من جانبه، قال الفنان كمال بوعكاز "أجمل هدية منحتموها لنا يا مصريين بعد سحقنا لكم.. مقاطعتكم لنا"، معربا - في الوقت نفسه- عن استيائه الشديد مما وصفه ب"كذب واحتيال المصريين"، واتهامهم الجزائريين بالإرهابيين والمرتزقة. واعتبر أن عزم المصريين على مقاطعة كل ما هو جزائري أمر محمود، قائلا "منحنا المصريين أجمل هدية بمقاطعتهم لنا، لا سيما بعد أن أكد لنا لقاؤنا معهم في السودان، وسحقنا لكبريائهم وتعاليهم، أنهم أبعد ما يكونون عن الروح الرياضية". وخاطب الفنانين المصريين قائلا لا نريد أفلامكم المبتذلة التي "توسخ مهرجاناتنا، وتنفر العائلات الجزائرية من مشاهدتها؛ بسبب ما تحتويه من مشاهد إغراء". وأضاف أن نكستهم في فريقهم الذي قهره المنتخب الوطني بجدارة واستحقاق فوق أرض السودان الشقيق، هو ما أشعل نارهم وقوى كرههم المتأصل للجزائريين، مشيرا إلى أن عزمهم على مقاطعتنا أجمل هدية تمنح لنا، وبأن مطالبتهم الهستيرية باعتذار الرئيس بوتفليقة لهم عن انتهاكات لم نرتكبها في حقهم بالسودان، هو أمر لن ينالوه أبدا. وفي السياق ذاته، رحب الجمهور الجزائري بالسينما المغربية والتونسية والسورية ومقاطعته للمصرية؛ لأننا "لسنا بحاجة لسينما إباحية وقليلة الأدب؛. وأكد بعض الجزائريين قولهم إنهم سيقاطعون كل منتج مصري، سواء تعلق الأمر بسوق الكاسيت، أفلام سينمائية أودرامية، بعد الآراء "السخيفة" التي صدرت عن ممثلي السينما المصرية، وبعد إعلان عدد من الفنانين المصريين مقاطعة المهرجانات الجزائرية التي ليست بحاجة إليهم، ولا لأعمالهم الممتلئة بمشاهد الرقص.