أكد السيد خالد محمد علي إبراهيم قنصل سفارة السودان بالجزائر أمس أن احتضان بلاده للمقابلة الفاصلة في كرة القدم بين الجزائر ومصر لحسم المنتخب المتأهل لمونديال 2010، كانت فاتحة خير لربط علاقات شعبية حميمية بين البلدين، وكشف أن عملية تنظيم نقل المناصرين من الجانبين تمت بكل احترافية وهذا بشهادة وسائل الإعلام الأجنبية قبل العربية، موضحا أن السودان يحرص على التمسك بالعلاقة الطيبة والمتميزة مع كل العرب. وأعرب السيد خالد محمد علي في حديث ل"المساء" عن أسفه للانزلاقات الخطيرة التي يشهدها الإعلام المصري الذي فجر أخبارا كاذبة ولفق تهما باطلة للمناصرين الجزائريين، بعد نهاية المباراة التي ابتسمت نتيجتها لصالح الخضر، وقال أن السودان فور اختياره لاحتضان المقابلة الفاصلة استقبل أكثر من 100 طائرة، وأكثر من 16 ألف مشجع جزائري ومصري في الخرطوم خلال ثلاثة أيام، وشكلت لجنة عليا ترأسها نائب رئيس الجمهورية السيد علي عثمان محمد طه شخصيا لضمان السير الحسن للمباراة، وانبثقت منها لجنة أمنية متكونة من مختلف أسلاك الأمن ويتعلق الأمر بالشرطة وجهاز أمن الاستخبارات والقوات المسلحة، حيث قامت اللجنة بتوفير ما يقارب 20 ألف جندي لتغطية المبارة مع انتهاج خطة أمنية محكمة بدأت منذ وصول الأنصار إلى مطار الخرطوم وحتى لحظة مغادرتهم، واعتمدوا في ذلك على تفريق الحافلات التي كانت تقل الأنصار في مسلكين مختلفين حتى لا يلتقيان، مع تجنب أي مشادات أو مناوشات محتملة، والأكثر من ذلك فقد تقرر مُسبقا نقل أنصار الفريق المهزوم أولا إلى المطار، وفي هذا الشأن أكد المتحدث أن ثلاث حافلات مصرية قد تم رشقها بالحجارة ولكنها لم تخلف خسائر بشرية أو مادية بل كانت مجرد جروح طفيفة تحدث في معظم المقابلات الرياضية. وقال المتحدث باسم السفارة السودانية في الجزائر أن عدد البلاغات المودعة لدى الشرطة عقب المقابلة هي تسعة، إلا انها (البلاغات) لم تستوف الإجراءات القانونية بحكم أن المشتكين كانت تنتظرهم طائرة العودة، وأضاف أن السودان لم يفضل طرفا على آخر، وأن المناوشات الخفيفة التي حدثت كانت منتظرة إلا ان الإعلام المصري لم يجد بدا من تضخيم الأكاذيب لتبرير فشل منتخبهم ومغالطة الرأي العام، حيث ان الإعلام الأجنبي كان شاهدا على حسن التسيير وتنظيم المقابلة في كل النواحي بما فيها الناحية الأمنية. وقال القنصل أن نوعية العلاقات التي تربط الجزائر والسودان متجذرة في التاريخ وتشكل لحمة وتواصل بين الشعبين، ولا ادل على ذلك أن 95 بالمائة من سكان دارفور يتبعون الطريقة التيجانية، كما أن السودانيين يتبعون كذلك المذهب المالكي مثل الجزائر ، كما ان عددا كبيرا من الشهداء السودانيين شاركوا في الحرب التحريرية. وعلى الصعيد السياسي ذكر المتحدث بالموقف المتميز للجزائر المعبر عنه في خطاب رئيس الجمهورية عام 2001 حينما أكد أنه لا يوجد أي بلد عربي حريص على وحدة السودان مثل الجزائر، وهو الموقف الذي تعتبره السودان قمة في النخوة والشجاعة. وحول مستقبل العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي، أوضح المتحدث أن هناك أشياء كثيرة تزخر بها السودان تحتاجها الجزائر على غرار الحبوب الزيتية، اللحوم، السكر ومختلف أنواع الزراعة، مؤكدا في السياق ان السودان قد أصدر مؤخرا قانون لتسهيل الاستثمارات الأجنبية في بلده، وأضاف أنه بإمكان الجزائر الاستثمار في النفط والطاقة الشمسية والصناعة الطبية وغيرها، حيث شدد على ضرورة استغلال الفرص الحقيقية لاقتناص المصالح الحقيقية في البلدين، مردفا بالقول: "ان تم ذلك فسيكون فاتحة خير عليهما"، واقر القنصل برغبة السودان دخول السوق الأوروبية عبر بوابة الجزائر التي تحمل أهمية كبيرة في منطقة المتوسط وأوروبا. من جهة أخرى مازال العديد من المواطنين يتوافدون على مقر السفارة لتبليغ شكرهم وامتنانهم على حسن الضيافة التي لقوها بالخرطوم، ووقفت "المساء" عند مجموعة من الطلبة يقطنون بتيزي وزو جاءوا لإيداع طلب التأشيرة والذهاب إلى الخرطوم لمزاولة دروسهم الجامعية بإحدى كلياتها، مؤكدين أن السودان يعد قطبا علميا هاما لاسيما في علوم الشريعة.