استضاف، أمس، منتدى المجاهد لقاء خاصا بحقوق الطفل حضره ممثلو المجتمع المدني وهيئة اليونسيف بمناسبة الذكرى العشرين لاتفاقية حقوق الطفل العالمية. ذكر المحامي مروان عزي في مداخلته بالمنتدى أمس أن الاختطاف والاعتداء الجنسي ضد الأطفال من أهم مظاهر العنف التي يواجهها أطفال الجزائر ويعتبرهما من الأفعال المجرمة قانونا، وذكر المتحدث بأن 830 طفلا تم اختطافهم بين 2001 - 2009 (بمعدل 100 طفل سنويا) تتراوح أعمارهم ما بين 4 و16 سنة، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من بين هؤلاء تم اختطافهم من أجل طلب فدية من أهاليهم، وهناك حالات خطف من اجل تصفية الحسابات أو حتى للاعتداء جنسيا. وذكر المحامي انه سجلت 805 حالات اعتداء جنسي على الأطفال الأقل من 16 سنة ما بين جانفي الى سبتمبر 2009 . وهي الأفعال التي يجرمها القانون الجزائري وتصل عقوبتها حد الإعدام أو المؤبد بحسب المتحدث الذي أشار أيضا الى مشكلة أخرى تطرح نفسها بقوة في مجتمعنا الجزائري وتتلخص في تسوية وضعية الأطفال المولودين في الجبل خلال سنوات اللاأمن. وفي هذا السياق كشف البروفسور مصطفى خياطي رئيس هيئة الفورام أن عددهم يصل قرابة 500 طفل تم تسوية وضعية حوالي 50 طفلا فقط، كون آباءهم او احدهم ما يزال على قيد الحياة بينما تتعقد الأوضاع بالنسبة للأطفال الذين توفي آباؤهم في إطار مكافحة الجماعات الإرهابية وبالتالي تجد المصالح المعنية صعوبة كبيرة في إلحاق نسبهم لآبائهم. وقد طالب المحاضران تدخلا شخصيا من رئيس الجمهورية بصفته القاضي الأول في البلاد واستنادا للمادة 47 من قانون المصالحة الوطنية والذي ينص على إمكانية اتخاذ رئيس الدولة لإجراءات خاصة لتسوية وضعية أولئك المولودين بالجبال مع ضرورة الإسراع في هذه التدابير كون عامل الوقت ليس في صالح هؤلاء الأطفال بالنظر إلى ان أكثرهم تجاوز سن 15 ولا يحوزون على أية وثيقة. وبالعودة الى لغة الأرقام فإن سنة 2008 شهدت تسجيل 30 جريمة قتل ارتكبها أطفال اقل من 16 سنة، هؤلاء تتم محاكمتهم كجناة في المحاكم تماما مثل الجناة الراشدين لافتقار الجزائر لمحاكم خاصة بالقصر، وكذلك الحال بالنسبة للأطفال مستهلكي المخدرات الذين يعتبرهم البروفسور خياطي ضحايا وليس أحداثا جانحين مثلما يصفهم القانون الجزائري. ويكشف البروفسور كذلك عن 100 ألف طفل يتسرب سنويا من المدرسة، ورقم يقارب 15 ألف جانح تتمحور اغلب التهم الموجهة إليهم حول السرقة واستهلاك والاتجار بالمخدرات. وعدّد المتحدث بعض الحلول التي تراها هيئته مناسبة للحد من بعض المظاهر السلبية التي "تسرق" براءة الطفولة ومنها التنسيق بين مختلف القطاعات لخلق فضاءات جوارية رياضية -ثقافية -فنية -مهنية تمتص الطفولة المتسربة او حتى جلب اهتمام هذه الأخيرة في أوقات الفراغ.