أكدت وزيرة الثقافة الصحراوية خديجة حمدي انه "لا خيار للشعب الصحراوي إلا العودة للحياة الكريمة المشرفة التي ناضلت من أجلها اميناتو حيدر ولا خيار إلا تقرير المصير والاستقلال" في تأكيد واضح على تمسك الشعب الصحراوي بحقه في تقرير المصير الذي تكفله كل المواثيق الدولية. وأضافت الوزيرة الصحراوية في كلمة ألقتها، أمس، خلال افتتاح الطبعة ال 17 لمهرجان الثقافة والفنون الشعبية بمخيم اوسرد أنه "لا معنى للخيانة عندنا إلا خيانة الأرض والشهداء ولا نضع في حساباتنا خيانة من لا يمت لنا بصلة" في إشارة واضحة إلى ملك المغرب محمد السادس الذي خيّر أبناء الشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة إما أن يكونوا مغاربة وإلا فإنهم خونة. يذكر أن الملك المغربي وفي خطابه الأخير الذي ألقاه في السادس نوفمبر الماضي في الذكرى ال 34 لاحتلال الصحراء الغربية كان قد استخدم لهجة تصعيدية خطيرة ضد المواطنين الصحراويين في المدن المحتلة أعطى خلالها الضوء الأخضر لأوسع عملية انتهاك حقوق الإنسان، الأمر الذي استنكرته جبهة البوليزاريو وعديد منظمات حقوق الإنسان. وقالت خديجة حمدي إن اميناتو حيدر التي تواصل إضرابها عن الطعام بعد تراجع حكومة الاحتلال المغربي عن اتفاقها مع الحكومة الاسبانية بموافقة الحقوقية الصحراوية بالعودة إلى مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة، تكون قد أعطت صفعة أخرى لملك المغرب بعدما أكدت له أن الأكل والجوع لا يعني شيئا للصحراويين وهي التي تواصل إضرابها عن الطعام رغم تدهور حالتها الصحية منذ ثلاثة أسابيع. وكانت الحكومة الاسبانية خصصت طائرة للحقوقية الصحراوية من أجل إعادتها إلى العيونالمحتلة بموجب اتفاق مع حكومة الرباط التي تراجعت بعد ساعات قليلة عن قرارها ورفضت منح الترخيص لنزول الطائرة التي كان من المفروض أن تقل حيدر إلى مطار العيونالمحتلة. وهو ما جعل الحقوقية الصحراوية تواصل إضرابها عن الطعام بعدما كانت استحسنت قرار مدريد وقررت وقف إضرابها. ولأن قضية حيدر تشكل منعرجا هاما في مسار القضية الصحراوية، فقد خصصت فعاليات الطبعة ال 17 لهذا المهرجان الثقافي الذي تدوم فعالياته إلى غاية يوم غد لتكون منبر تضامن ونضال مع صمود حيدر التي وضعت الحكومة الاسبانية ونظيرتها المغربية في حرج كبير بعدما كشفت تواطؤ مدريد المخزي مع الرباط على حساب حقوق شعب اغتصبت أرضه بالقوة. ثم إن حيدر بصمودها في وجه دولتين استطاعت أن تكسب دعم عديد الشخصيات السياسية الاسبانية التي زارتها في مطار لانزاروتي بجزر الكناري والتفاف المنظمات الحقوقية ومختلف مؤسسات المجتمع المدني من مختلف البلدان تكون قد رفعت صوت القضية الصحراوية العادلة عاليا. وهو الأمر الذي أكدته خديجة حمدي حرم الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز التي دعت المشاركين في هذا المهرجان وفي أشغال المؤتمر السابع لشبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب التي انطلقت مساء امس لأن يكونا حدثين مميزين، يؤكد من خلالهما الشعب الصحراوي التفافه حول الانتفاضة وتمسكه المشروع بحقه في تقرير المصير. وقالت إنه "يشرف الثقافة الصحراوية ان تؤكد من خلال هذا الحدث الثقافي الكبير أنه لا معنى للرقص والغناء والمسرح والشعر ما لم يكن متشبعا بروح الانتفاضة والاستقلال". وحضر فعاليات المهرجان الثقافي عديد الوفود الأجنبية من ضمنها الوفد الجزائري بقيادة نورد الدين لرجاني ممثل وزارة الثقافة الجزائرية الذي ألقى بالمناسبة كلمة نيابة عن وزيرة الثقافة خليدة تومي التي أشادت بالدور الهام الذي تلعبه الثقافة في الحفاظ على هوية الشعوب المحتلة وبالمستوى الرفيع الذي بلغته الثقافة الصحراوية في جميع الميادين. وأكد ممثل وزيرة الثقافة الجزائرية حرص هذه الأخيرة على تبادل الخبرات بين الجانبين في كل المجلات خاصة وأن الشعبين الجزائري والصحراوي تربطهما أواصر صداقة عميقة تجلت في الدعم الثابت والدائم للجزائر شعبا وحكومة للقضية الصحراوية. وبالموازاة مع انطلاق فعاليات المهرجان الثقافي، انطلقت مساء أمس أشغال المؤتمر السابع لشبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب بحضور اكثر من 200 مشارك أجنبي مثلوا مختلف قارات العالم من إسبانيا وفرنسا والمكسيك وجنوب إفريقيا والسودان ولبنان إضافة إلى مشاركة الفيدرالية الأممية الاشتراكية وشبيبة زيمبابوي والبرتغال. مبعوثة المساء إلى مخيمات اللاجئين: ص. محمديوة