أينما تولي سمعك في الشوارع الرئيسية للعاصمة أمام محلات بيع الكاسيت، يصدح صوت بلبل جزائري في طبع من الطبوع الغنائية الثرية جدا، على غرار الراي، القناوي، الشعبي، العاصمي، السطايفي، الصحراوي، ومن الجهة الأخرى صوت لفنان لبناني بلكنته المميزة، حيث شهد سوق الكاسيت الجزائري تراجع مبيعات الألبومات المصرية بنسب عالية جدا، يمكن وصف حالها بالسقوط الحر. لا وجود للأشرطة المصرية الفنية على الرفوف الجزائرية، وخصوصا الألبومات التي تحمل عملا فنيا كاملا لمطرب مصري، وهو رد فعل طبيعي جدا من شعب كريم يرفض التطاول على كرامته وتاريخه، حيث قمنا بجولة استطلاعية لاحظنا من خلالها أن الأماكن التي كانت مخصصة للأغنية المصرية قبل السقطة الحرة المصرية في الحق الجزائري قد عوضت بكوكتال من الألبومات لمطربين لبنانيين بحضور قوي جدا على غرار وائل كافوري، وائل جسار، سلطان الطرب جورج وسوف، شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم، الهادئة اليسا وغيرها من الأصوات الفنية الطربية، إلى جانب حضور قوي للأغنية التركية والخليجية، وكذا الهندية، خصوصا أن الشباب الجزائري مولع بسينما بوليود وخصوصا النجم الكبير اميتاب بنتشاب صاحب الألقاب العالمية والنجم الرزين شاروق خان... حيث أكد لنا يوسف صاحب محل لبيع الكاسيت أن الأشرطة المصرية أصبحت قابعة في الرفوف، علاوة على أن الزبون يدير وجهه آليا كلما نظر إليها مما يعني الرفض القاطع لها. ويضيف محدثنا قائلا " لقد اضطررت لجمع كل الكاسيت المصرية وخصوصا تلك التي شتم أصحابها الجزائر حتى أعيدها إلى الموزع فلا أحد يرغب في اقتنائها". أما عبد العالي صاحب محل كاسيت يزيد عمره عن 20 سنة ورثه عن والده، فاستغرب الوقعة الفنية للأشرطة المصرية التي وصفها ب " 90 ? غير مرغوب فيها"، حيث يقول " لم أعش أبدا مقاطعة مثل هذه لأي فنان في العالم، خصوصا أن الألبومات المصرية كانت مطلوبة في السابق، الآن أصبحت أجد مشكلا حتى في بيع الألبومات من نوع كوكتال التي تضم أصواتا غنائية عربية وخليجية وكذا المصرية، حيث يرفض المستمع الجزائري أخدها بسبب صوت مصري واحد". وبالتوازي مع تراجع مبيعات الأشرطة المصرية، ارتفعت مبيعات الأشرطة الغنائية الرياضية، التي فاقت ثلاثين شريطا والعدد مرشح للزيادة بسبب رغبة العشرات من الفنانين الجزائريين في تقديم أغاني رياضية 100 ? إلى جانب كثرة الطلب على الأشرطة العاطفية الرومانسية الرايوية.