ستكون مشاكل القارة السمراء بداية من يوم غد الخميس محل تشريح من قبل رؤساء الدول الأفارقة الذين يلتقون وعلى مدار ثلاثة أيام بالعاصمة الإثيوبية، أديسا أبابا، في إطار أشغال القمة العاشرة للاتحاد الافريقي·وتنطلق القمة التي تحمل عنوان التنمية الصناعية في إفريقيا بجدول أعمال مكثف يتم خلاله بحث العديد من قضايا الساعة يطغى عليها بشكل واضح الوضع المتوتر في اقليم دارفور السوداني والأزمة السياسية والعرقية في كينيا، بالاضافة إلى إجراءات تنظيمية خاصة بسير هياكل الاتحاد· كما سيعقد الرؤساء الأفارقة ال 53 المشاركون على هامش أشغال قمتهم العاشرة قمتين أخريين تخص الأولى الدورة ال18 للجنة الرؤساء والحكومات المكلفة بتطبيق مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا النيباد·بينما تخصص الثانية لمنتدى رؤساء الدول والحكومات للآلية الافريقية للتقييم من قبل النظراء· ويأتي عقد القمة العاشرة للاتحاد الافريقي منذ تأسيسه عام 2002 في ظرف يميزه استمرار النزاعات وبؤر التوتر في القارة مع ظهور أزمات أخرى كان آخرها استفحال الوضع في كينيا·وضمن هذا السياق، قال حسن با المتحدث باسم الاتحاد الافريقي من خلال الهيئة الافريقية نريد اعطاء معنى للتضامن الافريقي من خلال تحركاته في كل مرة تندلع فيه أزمات جديدة في القارة· وأضاف انه لا يمكن للمنظمة الافريقية أن تترك النزاعات والحروب تندلع في القارة دون أن تتدخل، من منطلق أنها تترك لاجئين ونازحين لا يريدون سوى العيش في أمان·ويسعى الاتحاد الإفريقي في كل مرة إلى احتواء بؤر التوتر بالقارة رغم افتقاده للإمكانيات المالية والمادية التي تمكنه من أداء مهامه على أكمل وجه·وكان نجح عام 2004 في إرسال أول قوة لحفظ السلام إلى اقليم دارفور غرب السودان على خلفية الحرب الأهلية التي شهدها الاقليم وأدت إلى مقتل 200 ألف شخص ونزوح مليون آخرين· ومن المنتظر أن يتصدر الوضع في اقليم دارفور جدول أعمال هذه القمة بسبب استمرار أعمال العنف في الإقليم وتعطل عملية نشر القوة الهجين بداية من مطلع هذا العام لتحل محل قوة حفظ السلام الافريقية·للإشارة، فإن الحكومة السودانية كانت وافقت على نشر قوة مشتركة بين الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة في إقليم دارفور شريطة أن توكل قيادة هذه القوة للاتحاد الافريقي ولاتزال هذه القوة وقوامها 26 ألف جندي لم تنشر بعد بسبب خلافات بين حكومة الخرطوم والأمم المتحدة· كما ستكون الأزمة الكينية في مقدمة جدول أعمال القمة بالنظر الى البعد العرقي الخطير الذي اتخذته الأزمة السياسية في هذا البلد وأدخلته في حمام دم يخشى استمراره في ظل بقاء حالة الإحتقان السياسي بين زعيم المعارضة رايلا اودينغا والرئيس كيباكي·ويقوم الاتحاد الافريقي حاليا بدور الوسيط بين أطراف الأزمة الكينية وأوكل مهمة الوساطة مؤخرا إلى الأمين العام الأممي السابق كوفي عنان بعد فشل رئيس الاتحاد، الرئيس الغاني جون كيفور، في إيجاد حل توافقي بين الجانبين المتنازعين· وإضافة إلى هذه القضايا سيكون ملف الصومال حاضرا على طاولة الاتحاد خاصة وأن هذا الأخير كان أرسل شهر مارس الماضي قوة لحفظ السلام في منطقة القرن الإفريقي في محاولة لإعادة الإستقرار في بلد يعيش على وقع حرب أهلية منذ بداية تسعينات القرن الماضي·ومن جهة أخرى ستعرف القمة تجديد هياكل الاتحاد الافريقي، كما سيقوم رؤساء الدول الافريقية ال53 بتعيين رئيس جديد لمفوضية الاتحاد خلفا لألفا عمر كوناري الذي انتهت عهدته·