انطلقت قافلة تضم 24 كشافا من الفوج الكشفي نور الهدى لبلدية الكاليتوس بالجزائر أمس باتجاه الصحراء الغربية تضامنا مع الأطفال الصحراويين، حيث سيقومون على مدار أسبوع بتنظيم مخيمات والمشاركة في برنامج كشفي متنوع من شأنه تعزيز علاقات الصداقة بين أطفال البلدين. ويندرج هذا النشاط في إطار التوأمة التي تجمع الكشافة الجزائرية بنظيرتها الصحراوية منذ عامين والمتعلقة بتعزيز العلاقات وتبادل التكوين الميداني. وقد تم تسطير برنامج كشفي متنوع خلال هذه التظاهرة يشمل سهرات ونشاطات مختلفة للتعرف على واقع الطفولة الصحراوية ومعاناة الطفل الصحراوي الذي يعاني من ويلات الاستعمار في زمن ينعم فيه أطفال العالم والدول التي تتغنى بحقوق الاستعمار ومحاربة العنف ضد الطفولة بالرفاهية وتوفر كل ضروريات الحياة وكمالياتها في الوقت الذي تغمض فيه هذه الدول عيونها عن الاضطهاد وخرق حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية وعدم حرص المنظمات الدولية على تطبيق القوانين الدولية واللوائح الأممية لتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية التي تعد آخر مستعمرة في القارة الإفريقية عن طريق إرغام المغرب على احترام الشرعية الدولية وتنظيم استفتاء تقرير المصير تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة. وتحمل هذه القافلة التي انطلقت أمس من مقر القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية بالعاصمة عدة شعارات نابعة من قيم ومبادئ الكشاف منها التضامن، التآزر، الأخوة، السلم ونبذ العنف. حيث سيتبادل وفد الكشافة الجزائرية مع إخوانه الصحراويين هذه القيم والمعاملات والحديث عن كيفية التحلي بالصبر لأنه مفتاح الفرج في مثل هذه الأزمات والمقاومة النابعة من حب الوطن والحفاظ على السيادة مثلما فعله الشعب الجزائري طيلة 132 سنة من الاحتلال أظهر فيها للاستعمار الفرنسي تمسكه بوطنه وحريته ورفضه للإهانة وهو ما تجسد في التضحيات الجسام التي قدمها في سبيل تحرير بلاده. وفي هذا السياق ذكر السيد محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي لدى إشرافه على انطلاق هذه القافلة التضامنية أن هذه المبادرة تعبر عن روح المواطنة وشيم الشعب الجزائري المتجذرة حتى عند الأطفال في التضامن مع المظلومين، مشيرا إلى أن انتقال هؤلاء الأطفال إلى الأراضي الصحراوية لمدة أسبوع في مثل هذه الظروف يعد دليلا على أن الشعب الجزائري كله يساند القضية الصحراوية كونها قضية عادلة ومشروعة. أما القنصل العام للجمهورية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر فقال أن هذه القافلة تعتبر لبنة جديدة لتعزيز علاقات الأخوة والصداقة وتضاف إلى المبادرات التي تقوم بها الجزائر في كل مرة حكومة وشعبا تجاه الشعب الصحراوي. وقام أطفال الفوج الكشفي رفقة مرشدتهم باقتناء هدايا تتمثل في لعب وبعض اللوازم وحلوى لأشقائهم الصحراويين لإدخال الفرحة والسرور في نفوسهم وجعلهم يشعرون بعلاقات المحبة والأخوة والاستمتاع بلحظات اللعب والفرح معهم رغم ظروف الاحتلال ومأساته. ومن جهة أخرى ذكر السيد نور الدين بن براهم القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية أن الجزائر ستتولى شهر جانفي قيادة الكشاف العربي الذي منحته لها المنظمة الكشفية العربية عرفانا لها بالمجهودات التي بذلتها الكشافة الجزائرية منذ نشأتها وصمودها في أصعب الأوقات وكذا مساهمتها في خدمة بلدها في أوقات المحن والأزمات. وستتولى الجزائر هذا المنصب الذي سيشرف عليه السيد بن ابراهم القائد الحالي للكشافة الجزائرية خلال المؤتمر العربي ال26 الذي ستجرى فعاليته بأم درمان بالسودان من 22 إلى 28 جانفي القادم بحضور الرئيس السوداني عمر حسن البشير حيث ستقوم الكشافة الجزائرية بالمناسبة بتكريمه تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة عرفانا له بالمجهودات التي بذلها خدمة لمصالح البلدين. وسيشارك في هذا المؤتمر عن الطرف الجزائري وفد يتشكل من 12 كشافا.