تحولت شوارع العديد من المدن الإيرانية إلى ساحة لمواجهات دموية بين قوات الشرطة والمتظاهرين المعارضين للسلطة في هذا البلد في عملية لي ذراع هي الثانية من نوعها منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة شهر جوان الماضي التي عرفت فوز الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد وسط شكوك من منافسيه بتزويرها. وتضاربت الأخبار المتداولة من ساحة المواجهات حول عدد قتلى تلك المواجهات فبينما أكدت بعض المصادر مقتل ثمانية متظاهرين أكدت مصادر أخرى سقوط 15 قتيلا رميا بالرصاص. وقامت قوات الأمن الإيرانية بحملة اعتقالات في أوساط شخصيات المعارضة من بينهم مقربين من الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ومستشارين للوزير الأول السابق مير حسين موسوي في عهد الإمام الخميني بالإضافة إلى وزير الخارجية الأسبق إبراهيم يازدي ورئيس حركة تحرير إيران الذي أوقفته أجهزة الأمن في منزله ليلة الأحد إلى الإثنين. وتعد هذه ثاني أضخم مظاهرات تشهدها العاصمة الإيرانية منذ تلك التي شهدتها شهر جوان الماضي والتي خلفت حينها مقتل 36 شخصا حسب حصيلة رسمية بينما أحصت مصادر المعارضة سقوط أكثر من 70 قتيلا. وعرفت المظاهرات التي تنظمها المعارضة في إيران وأنصار المرجع الديني الراحل آية الله حسين علي منتظري منذ السبت الماضي وبمناسبة ذكرى عاشوراء اتجاها مأساويا نفت على إثرها السلطات الإيرانية مسوؤلية قوات أمنها في سقوط القتلى وأرجعت مقتلهم إلى "ظروف مشبوهة على أيدي إرهابيين" دون تحديد من يكون هؤلاء الإرهابيين. وأكدت وزارة الاستخبارات الإيرانية مقتل 10 أشخاص قالت انهم "ينتمون إلى جماعة إرهابية معادية للثورة الإيرانية في تأكيد منها على عدم إقدام قوات الأمن على قتل هؤلاء الأشخاص. وكانت الشرطة الإيرانية قد أعلنت في بيان لها "أن قواتها استخدمت المعدات الخاصة بمكافحة الشغب في هذه الأحداث التي تم الإعداد لها سلفا وبتحريض من وسائل الإعلام الغربية". ومن جهته قال نائب قائد قوى الأمن الداخلي في إيران لدى استعراضه الأحداث التي شهدتها طهران أن مجموعة من مثيري الفتنة حاولت "بتحريض من المواقع الالكترونية والقنوات العميلة" الإساءة إلى حرمة مراسم العزاء الحسيني. وأوضح أن بعض الأفراد تجمعوا في مناطق من طهران مستغلين مناسبة عاشوراء وحاولت الشرطة إقناعهم بضبط النفس إلا أنهم "كانوا قد أعدوا أنفسهم للاشتباك مع الشرطة وبشكل منظم". يذكر أن الدعوة لتنظيم مسيرات أطلقتها المعارضة قبل أيام خلال مسيرة حاشدة لتأبين أحد رموزها الإصلاحيين آية الله العظمي علي حسين منتظري ثم تجددت الدعوة بمناسبة ذكرى عاشوراء الدينية لتتحول إلى صدامات عنيفة مع رجال الأمن كما استغلت المعارضة الإيرانية الاحتفالات بيوم عاشوراء لمواصلة احتجاجاتها ضد حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد. وكانت قيادة الحرس الثوري في العاصمة الإيرانية والمدن الكبرى قد أعلنت حالة التأهب القصوى في البلاد لمدة ثلاثة أيام لمواجهة تظاهرات أنصار المرجع الديني الراحل.