دخلت السلطات الإيرانية في قبضة دبلوماسية مع الدول الغربية بعد حرب اتهامات متبادلة على خلفية الأحداث والمظاهرات الشعبية التي شهدتها العاصمة طهران منذ الإعلان عن فوز الرئيس احمدي نجاد بعهدة رئاسية ثانية. هدأت شوارع العاصمة الإيرانية أمس إلا من مسيرات محتشمة لتفتح طهران مواجهة دبلوماسية مع الدول الغربية في إطار سياسة الفعل ورد الفعل بين الجانبين على خلفية اتهامات إيرانية لمختلف العواصمالغربية بالتدخل في شؤونها الداخلية. وشنت السلطات الإيرانية حملة تصريحات متلاحقة لمسؤوليها ضد مسؤولي العواصمالغربية الذين اتهمتهم بالتدخل في شؤونها الداخلية بعد أن شككوا في نزاهة نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي سمحت للرئيس محمود احمدي نجاد باعتلاء كرسي الرئاسة لعهدة جديدة من أربع سنوات. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاجي أمس أن الدول الغربية تدخلت بشكل سافر في مسار الانتخابات وسعت إلى تضخيم المسيرات المنظمة ضد نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ولم تستسغ طهران تصريحات المسؤولين الفرنسيين الذين ذهبوا إلى حد المطالبة بإلغاء الانتخابات وتساءل المسؤول الإيراني بأي حق سمحت باريس لنفسها بأن تصدر مثل هذه التصريحات غير اللائقة واللامسؤولة" متوعدا بأن "السلطات الفرنسية سترد على هذه التصريحات في الوقت المناسب". وكشف المسؤول الإيراني أمس أن الوزارة أرسلت إلى مجلس الأمن الدولي وثائق تثبت ضلوع بعض الدول الأجنبية في أعمال الشغب الأخيرة التي تشهدها إيران منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي تسببت في وفاة 10 أشخاص وإصابة العشرات بجروح. ووصف قشقاوي مواقف الدول الغربية ب"حرب نفسية وإعلامية ضد الشعب الإيراني وثورته الإسلامية" وندد ب"تهديد وتحريض بعض الدول" ضد بلاده. ولم تسلم السلطات البريطانية من ردة الفعل الإيرانية العنيفة بعد أن تدخل البرلمان الإيراني وطالب من الخارجية الإيرانية بتخفيض درجة علاقتها مع بريطانيا وأكدت مصادر برلمانية إيرانية إن إجراءات عملية سيتم اتخاذها للرد على التدخل البريطاني في الأحداث الأخيرة. وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي اتهم السلطات البريطانية بتحضير عمل إعلامي واستخباراتي ودبلوماسي منذ أكثر من سنتين لإفشال إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد.ولم يشأ الناطق باسم الخارجية الإيرانية تأكيد أو نفي الإشاعات التي ترددت قبل يومين حول احتمالات متزايدة لإقدام طهران على طرد السفير البريطاني في طهران. ولكنه شن هجوما لاذعا ضد مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الذي طردته السلطات الإيرانية أول أمس. وكانت الخارجية الإيرانية استدعت سفراء والقائمين بالأعمال للدول الأوروبية السبعة والعشرين حيث أبدت لهم امتعاضها من طريقتها في التعامل مع الأحداث الداخلية وتصريحات مسؤوليها باتجاه إيران ". ولكن الدول الغربية تعاملت بالمثل مع الموقف الإيراني حيث استدعت الحكومة الألمانية سفير إيران في برلين وطالبته بتقديم توضيحات للخارجية بعد اتهامات طهران للدول الغربية بالتدخل في شؤونها الداخلية. وكانت انجيلا ميركل المستشارة الألمانية طالبت أول أمس من السلطات الإيرانية بإعادة فرز أصوات الناخبين كما طالبت بذلك المعارضة الإيرانية ووقف كل عمليات تعنيف المتظاهرين واعتقالهم. ولكن حرس الثورة الإيرانية هدد أمس هؤلاء المتظاهرين برد قاس إن هم غامروا باقتحام الشوارع من جديد. وقالت قوة النخبة لحرس الثرة الإسلامية المتظاهرين بما أسمته برد ثوري حاسم" للتصدي لما أسموه بالمؤامرة". وتضاربت الأخبار حول الوضع العام في شوارع العاصمة الإيرانية فبينما أكدت تقارير إعلامية أن الهدوء ساد شوارع طهران أكدت مصادر أخرى عن تجمع محتشم لمئات المتظاهرين الذين تجمعوا في إحدى الساحات العامة تحسبا لمواصلة مسيراتهم الاحتجاجية وتلبية لنداء مير حسين موسوي المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة باتجاه أنصاره بمواصلة احتجاجاتهم بالطرق السلمية وعدم الرد على استفزازات قوات الأمن إلى غاية إرغام الحكومة الإيرانية على إعادة الانتخابات. وذكر شهود عيان أن قوات الشرطة أقدمت على إطلاق القنابل المسيلة للدموع باتجاه هؤلاء المتظاهرين واعتقلت عددا منهم في ساحة حافة تير إحدى أكبر الساحات العمومية في وسط العاصمة طهران.."