الوقاية من حوادث المرور التي تزهق الأرواح كل يوم، تعد مسؤولية الجميع، راجلين كانوا أو سائقين، ولهذا الغرض ومن أجل التحسيس بمخاطر الطريق والتحذير مما يسببه عدم احترام قانون المرور، ومن أجل توعية الأشخاص جماعات وفرادى بما يحصده إرهاب الطرقات يوميا من أرواح، تقوم جمعية أصدقاء الطريق للوقاية من حوادث المرور، بعمل جواري وتحسيسي، بالتعاون مع الاتحاد الأوربي للحد من تفاقم الظاهرة، التي تودي بحياة 4000 جزائري سنويا. تأسست الجمعية في سنة 2005 ويترأسها شريف خدام، هذه الجمعية الولائية التي يتواجد مقرها بمدينة تيزي وزو، كانت حاضرة في جناح خصصته لنشاطاتها في الصالون الوطني الأول للنشاط المصغر، الذي جرت وقائعه على مدى أربعة أيام في رياض الفتح، يسعى المشرفون عليها إلى أن تصبح وطنية حتى تعم الفائدة كل الجزائر، مثلما يقول مراد ليتيمي منشط الجمعية : " جمعيتنا ولائية، ونريد أن تصبح وطنية حتى نتمكن من تعميم نشاطاتنا للوقاية من حوادث المرور في كل ولايات الوطن، فالظاهرة ليست مقتصرة على تيزي وزو، لأن الطريق يحصد الأرواح في كل المدن الجزائرية، مما يستدعي التحسيس بهذه المخاطر في كل مكان، وحتى وإن كنا ننظم نشاطات في ولايات أخرى، غير أن تحولنا إلى جمعية وطنية سيفتح آفاقا أخرى لجمعيتنا". ومن بين النشاطات التي تقوم بها هذه الجمعية على المستوى المحلي وحتى الوطني، حضورها في مختلف المناسبات والاحتفالات، من خلال وضع مسالك مرورية للأطفال لتعليمهم قانون المرور، مع بث رسوم متحركة هادفة، وتشمل هذه البرامج الهادفة أطفال الأرياف الذين يعاني الكثير منهم عزلة، والذين تقوم جمعية أصدقاء الطريق بعمل كبير لصالحهم، من خلال تحسيسهم وتلقينهم قانون المرور وكيفية الوقاية من حوادث المرور، نفس العمل تقوم به الجمعية مع أطفال المدينة أيضا، والذين يعدون أكثر عرضة لحوادث المرور نظرا لكثرة السيارات والحركة فيها، يقول مراد ليتيمي : " نعلم الطفل كيف يقي نفسه من حوادث المرور من خلال تنظيم ملتقيات في المدارس والثانويات ونقوم ببث صور عن طريق الفيديو حول أسباب ونتائج حوادث المرور ". ومن خلال هذا العمل التوعوي يخرج أعضاء هذه الجمعية من طلبة وموظفين إلى الطريق للتقرب من المواطن ومستعملي الطريق راجلين كانوا أم سائقي سيارات، من أجل توعيتهم بالمخاطر التي قد تصيبهم لعدم احترامهم لقانون المرور : " يشارك معنا طلبة وموظفون في عملية التوعية التي نقوم بها في الشارع وعلى الطرقات، من خلال تقديم بعض النصائح والإرشادات الخاصة بالوقاية من حوادث المرور"، يقول ليتيمي . وتقوم الجمعية بالعمل التحسيسي بمساعدة من بعض الهيئات، حيث تنظم عدة نشاطات مع الأمن الوطني، الذي حسب منشط الجمعية مراد ليتيمي، مساهمته كبيرة جدا في هذا العمل التوعوي، إلى جانب التعاون مع وزارة التربية الوطنية، وكذا الأشغال العمومية ومديرية النقل بولاية تيزي وزو خاصة. وللجمعية شريك يتمثل في النادي السياحي الجزائري، الذي يقدم المساعدة اللازمة من أجل تمكين الجمعية من توسيع نشاطاتها من الإطار المحلي إلى كامل التراب الوطني، فالوقاية من حوادث المرور وتعليم الناس حسن التصرف، يعد من بين أهم المساعي التي تقوم جمعية أصدقاء الطريق بإيصالها إلى كل الفئات في المجتمع الجزائري وإلى كل المناطق في الجزائر. كما يضيف منشط الجمعية، مراد ليتيمي، أن هذه الأخيرة شاركت في عدة ندوات وملتقيات وتقدمت باقتراحات للمنظمة العربية للسلامة المرورية، التي شاركت الجزائر في أحد مؤتمراتها الذي دون هذه المقترحات، وكذلك اقتراحات أخرى للمنظمة العالمية للوقاية من حوادث المرور، وهذا من أجل التقليص من هذه الحوادث، التي تؤدي إلى تسجيل العديد من الوفيات وإصابة الكثيرين بإعاقات جسمانية خطيرة.