مثلما أشارت إليه "المساء" في عدد الأحد الماضي اجتمع محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مساء أول أمس بمقر إقامة "الخضر" بكاستيلي الفرنسية مع رفقاء زياني والطاقم الفني في جلسة أرادها الرجل الأول للفاف مناسبة لتحديد الأهداف المراد بلوغها في موعد أنغولا القاري والفصل في كل المسائل التي حاولت بعض وسائل الإعلام توظيفها من أجل ضرب استقرار الفريق. وأوضح بيان للاتحادية، أمس الثلاثاء أن روراوة تناول مع أعضاء التشكيلة الوطنية نقاطا مختلفة يصب مجملها حول مشاركة الجزائر في العرس الكروي القاري الذي تستضيفه انغولا من العاشر الى 30 جانفي الجاري. واكد البيان ان المسؤول الاول على الاتحادية ذكّر الجميع بأن الهدف المسطّر من المشاركة في موعد انغولا يبقى الذهاب إلى ابعد حد ممكن في السباق، وحث سعدان ومساعديه واللاعبين، كل على مستواه بتوظيف كل طاقاتهم لتكرار سيناريو التصفيات. وكان النقاش صريحا بشأن العلاوات وكذا عقود الإشهار مع مختلف المؤسسات الراغبة في استغلال صور اللاعبين. وكشف بيان الاتحادية بهذا الخصوص أن اللاعبين أبدوا ارتياحا لنتائج الجلسة مشددا على أن زملاء منصوري تعهدوا رفقة الطاقم التقني ببذل قصارى جهدهم لتشريف الألوان الوطنية في أهم حدث رياضي في القارة السمراء. وفي تصريح أدلى به لواج أكد روراوة أن "كل نقاط الاختلاف تم الفصل فيها في ظل امتثال الجميع للقانون الداخلي الذي يحافظ على المصلحة العليا للفريق على كافة الأصعدة عكس ما تم الترويج له عبر الصحافة، وأضاف قائلا: "كل الأمور تسير بصفة عادية ولا توجد أية مشاكل مثلما يحاول البعض الترويج لها، تحدثت مع اللاعبين والجهاز الفني حيث أكدوا لي عزمهم على بذل كل ما في وسعهم لتشريف الكرة الجزائرية في انغولا." وأشار بالمناسبة إلى أن الهدف الرئيسي ل"الخضر" يبقى الذهاب الى ابعد الحدود في المنافسة القارية ولم لا بلوغ المقابلة النهائية، قائلا: "حتى وإن كانت المهمة تبدو صعبة للغاية إلا ان المنتخب الوطني يمتلك من المؤهلات ما سيمكنه من تحقيق أحسن النتائج خاصة وان الطاقم الفني واللاعبين حريصون كل الحرص على تحقيق هذا الهدف". وبنفس الروح تحدّث سعدان عن قدرة كتيبته في الظهور بمستوى راق يدعم ويثمن ما تم تحقيقه في الإقصائيات المزدوجة، حيث قال: "لدي مهمة أعتزم القيام بها كاملا وأيضا أهداف أسعى لتجسيدها مع كل أعضاء المجموعة. أنا باق ولم أفكر أبدا في الانسحاب أو رمي المنشفة"، وأبدى في السياق نفسه أسفه لنشر معلومات صحفية "مغرضة ولا أساس لها من الصحة"، مفادها أنّه قرر الاستقالة بعد العودة من أنغولا. وأضاف موضحا: "إنني في منصبي وتنتظرني مهام حساسة على المدى القصير ولن أغادرمنصبي في مثل هذه الظروف، بل على العكس إنني جد متحفز لمواصلة المشوار إلى النهاية مادام ليس هناك أي عائق يمنعني من الاستمرار في قيادة السفينة". وأكد سعدان لمبعوث واج قائلا: "نحن بصدد استكمال المرحلة الثانية من تربصنا الذي انطلق يوم الفاتح جانفي. الأمور تسير على ما يرام كما كنا نتوقع سواء على صعيد العمل الميداني أو على المستوى التنظيمي". وأبرز الناخب الوطني أن الحضور القوي للجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا لا سيما اثناء تدريبات "الخضر" أعطى طابعا خاصا للجو الحميمي السائد بين عناصر المجموعة مؤكدا على التأثير الايجابي "لهذه التشجيعات" على معنويات اللاعبين. وفي ردّه عن سؤال حول طموحات المنتخب الوطني في المحفل الكروي الافريقي أعرب المدرب الوطني عن ثقته في الذهاب بعيدا في المنافسة ولم لا الوصول إلى النهائي الذي يعد بمثابة تتويج يتمناه الجميع. ويواجه سعدان حملة شرسة يقودها عدد من الصحف، ولعل أبرز وجوه هذه الحملة انتقاد اختيار الوجهة الفرنسية ذات الأجواء الباردة لإجراء معسكر الإعداد لمنافسة تقام ببلد يشهد رطوبة وحرارة عاليتين في مثل هذا الوقت. لكن "الشيخ" سخر من هذه الانتقادات عندما رد على مستهدفيه، في تصريح للتلفزيون الجزائري، مؤكدا أن "منتخب البلد المضيف يجري منذ نحو شهر معسكرا بالبرتغال، ولا أحد سأل عن ذلك". وأمام بلوغ الحملة ذروتها بنشر خبر استقالة سعدان، تدخلت الاتحادية عبر بيان نفت من خلاله ذلك وطمأنت الرأي العام على الأجواء الممتازة السائدة في معسكر الفريق. وكان المنتخب الوطني الذي سينهي تربصه هذا الخميس ليتوجه إلى لواندا، قد شرع يوم الفاتح جانفي في المرحلة الثانية من تحضيراته تحسبا لكاس افريقيا. واتسمت كل الحصص التدريبية التي أجراها بحضور مكثف للجالية الجزائرية المقيمة بجنوب فرنسا وحتى أولئك المقيمين في مدن اخرى بعيدة الذين حرصوا على التعبير عن دعمهم الكامل لرفاق مجيد بوقرة.