قضت مؤخرا محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران ب10 سنوات سجنا نافذا ضد المتهم (ع.ف) في العشرينيات من عمره، لتورطه في قضية القتل العمدي، فيما برأت المحكمة ساحة المتهمين الآخرين ويتعلق الأمر بالمدعوين (م.ب) و(م.م) في العشرينيات من عمرهما أيضا من تهمة المشاركة في الجناية. هذا وقد التمست النيابة العامة عقوبة 20 سنة سجنا نافذا ضد المتهم الرئيسي و10 سنوات سجنا نافذا ضد الآخرين. تعود أحداث القضية إلى تاريخ 8 سبتمبر 2008 وبالضبط بعد صلاة العشاء في يوم من أيام رمضان المبارك، عندما نشبت مشادات كلامية بين المتهم الرئيسي والضحية المدعو (ك.م) في الأربعينيات من عمره، بسبب الفوضى التي كان قد تسبب فيها أمام منزله، وكان قد طلب منه في بادئ الأمر الكف عن التلفظ بالألفاظ القبيحة والابتعاد من أمام بابه، إلا أن المتهم رفض واستمر في الصراخ والتلفظ بالألفاظ المشينة. هذا وقد كان الضحية قد طلب من والد المتهم نهيه عن تلك السلوكات إلا أن الأخير لم يحرك ساكنا، الأمر الذي تسبب في نشوب شجار تدخل فيه المتهمان الآخران المتابعان بتهمة المشاركة في القتل العمدي وقد قاما بتوجيه لكمات وركلات اليه ليسقط أرضا، وبعد ذلك قام المتهم الرئيسي بطعنه طعنتين على مستوى الصدر بواسطة خنجر أخرجه من ملابسه ثم فروا وفي تلك الأثناء وبحكم البنية القوية للضحية تمكن من الوقوف والتوجه إلى والد المتهم الرئيسي وهو ينزف دما لإخباره بما فعله به ابنه، إلا أنه في الطريق سقط واغمي عليه ليتم نقله إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي أين مكث هناك أسبوعا ثم لفظ آخر أنفاسه. بعد توقيف المتهم اعترف بالأفعال المنسوبة اليه وصرح بأنه هو من أقدم على الاعتداء على الضحية. وأضاف أنه لم يكن ينو قتله وإنما الدفاع عن النفس، خاصة بعدما خرج الضحية من المنزل ولحقه بواسطة عصا وسيف كبير. أما الآخران فقد أنكرا الأفعال المنسوبة اليهما جملة وتفصيلا وصرحا بأنهما لم يكونا بمسرح الجريمة يوم الواقعة. هذا وقد تراجع المتهم الرئيسي عن اعترافاته السابقة أمام قاضي التحقيق إلا أن ضميره تمكن من الاستيفاظ أمام محكمة الجنايات، أين قال بصريح العبارة بأنه من قتل المتهم وأن الأمور وقت الحادثة جاءت بسرعة ولم يكن مدركا ماذا كان يفعل عندما كان ساقطا مع الضحية بالأرض، كما طالب الصفح من عائلته، فيما تمسكا الآخران بتصريحاتهما الأولية التي تفيد انكارهما جملة وتفصيلا الوقائع المنسوبة اليهما، وقد طالب محاميهما من المحكمة أن تفيدهما بالبراءة فيما طالب دفاع المتهم الرئيسي تخفيف العقوبة مع اعادة تكييف القضية إلى الضرب والجرح العمديين المفضيين إلى الوفاة دون قصد احداثها.