تحضر وزارة التربية الوطنية لعقد ندوة وطنية لمناقشة مدى التقدم في تطبيق البرامج التربوية في مختلف الأطوار، ومعرفة تبعات الإضراب الأخير الذي عرفه القطاع، في وقت أظهر فيه العديد من التلاميذ والأساتذة تخوفهم من عدم إتمام البرنامج واستدراك ما ضاع من الدروس، وتأثير ذلك على تحصيلهم ونتائجهم خاصة التلاميذ المعنيين بامتحانات نهاية السنة. وينتظر أن يكون اللقاء الذي سيحضره مدراء التربية عبر مختلف ولايات الوطن، فرصة لمعرفة مدى تطبيق البرنامج التربوي إلى حد الآن بعد انقضاء الفصل الأول من الموسم الدراسي الحالي، خاصة أن أطراف مختلفة متابعة للملف أكدت وجود تباين في تطبيق البرنامج من ولاية الى أخرى، والتي سجلت بعضها تأخرا واضحا وصعوبة في استدراك ما فاتها من دروس. وفي هذا الصدد؛ أشار بعض أساتذة المرحلة الثانوية ل "المساء" أن نسبة تطبيق البرنامج لم تتجاوز 35 بالمئة الى حد الآن، وأن العديد من التلاميذ يواجهون صعوبات في استيعاب ما فاتهم من الدروس، ويواجهون ضغطا مقارنة بالمواسم الماضية، بسبب كثافة البرنامج الذي زاده حدة الإضراب الذي دام اثنى عشرة يوما، مؤكدين أنهم يحاولون استدراك الأمر من خلال الاعتماد على الاستراتيجية التي اعتمدتها الوصاية، خاصة بالنسبة لأقسام السنة النهائية الذين ينتظرهم امتحان مصيري. من جهتهم؛ قال أساتذة آخرون إن الأمور تسير بشكل عاد "بفضل تكفل الوزارة بمسألة استدراك الدروس" ورفضوا مقابل ذلك تحملهم مسؤولية التأخر المسجل في تطبيق البرنامج خاصة في بعض الولايات وذلك نتيجة الاستجابة الواسعة للإضراب، واقترح هؤلاء الإكثار من دروس الدعم كطريقة مثلى للاستدراك وإنهاء البرنامج في الوقت المناسب. بدورهم أكد غالبية تلاميذ السنة النهائية الذين التقتهم "المساء" أن الإرهاق نال منهم قبل امتحانات نهاية السنة بكثير نتيجة خصم أيام من عطلتهم لإجراء الامتحانات، خاصة أن البعض يلجأ الى دروس الدعم التي يقدمها الأساتذة خارج أوقات الدراسة من أجل استيعاب الدروس أكثر، ما أهدر طاقتهم وأموالهم أيضا. وفي السياق؛ أكد الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية السيد عبد الكريم بوجناح ل "المساء" أن نسبة تطبيق البرنامج التربوي متفاوتة من مؤسسة تربوية الى أخرى وأن الأمور ليست مضبوطة، حيث توجد - حسبه - مدارس بعيدة كل البعد عن تطبيق البرامج المقررة، وأن هذه الأخيرة لا يمكنها أن تستدرك ما فاتها من دروس إلا إذا اتخذت استراتيجية أخرى واضحة من قبل الوصاية حتى لا ينعكس ذلك سلبا على المترشحين لامتحانات نهاية السنة. وأوضح المتحدث أن دروس الدعم ليست في متناول جميع التلاميذ، كما أن الوقت الذي خصصته الوزارة لاستدراك الدروس غير كاف بسبب كثافة البرامج وعدم وجود أقسام شاغرة لإلقائها. وخلافا لذلك أكد الأمين العام للكنفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ حاج دلالو البشير في اتصال ب"المساء"أن أربع ندوات جهوية عقدت بكل من تيزي وزو، عنابة، الاغواط وسيدي بلعباس أكدت أن الدروس تسير بصفة عادية بعد أن تم وضع خطة لاستدراك الدروس التي ضاعت، مفندا وجود صعوبات في الميدان حسب التقارير التي تصل الفدرالية من مختلف الولايات. وذكر المتحدث أن ندوة وطنية ستعقد في الخامس والعشرين ماي المقبل لتقييم العملية وتحديد عتبة الدروس التي ستكون ضمن مواضيع امتحانات نهاية السنة، حيث لا يمتحن تلاميذ السنة النهائية إلا في الدروس التي قدمت لهم حسب ما أكده الوزير في العديد من المناسبات. وكان هذا الأخير قد أكد على ضرورة حرص اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ البرامج على المعاينة والمراقبة المستمرتين لمدى تقدم تنفيذ برامج كل المواد بالنسبة لكل الأفواج التربوية فوجا بفوج لكل المؤسسات التربوية عبر الوطن، مع مراعاة القائمين على القطاع الحفاظ على وتيرة دراسية متوازنة وتفادي التسرع والحشو حتى يتمكن التلاميذ من الاستيعاب السليم للدروس المقدمة. للإشارة اتصلنا بالجهة الوصية لمعرفة نسبة التأخر في تدارك الدروس والتفاوت المسجل بين الولايات، لكن خلية الاتصال تأخرت في الرد على طلبنا وتقديم المعطيات المتعلقة بهذا الموضوع.