يحتضن المستشفى الجامعي نذير محمد بولاية تيزي وزو ابتداء من امس وعلى مدار يومين متتاليين ملتقى دوليا حول الصحة والبيئة في الدول النامية ،والذي أجمع المشاركون في فعالياته على أهمية تضافر جهود الجميع لوضع حد لظاهرة التلوث البيئي المهدد للمحيط وصحة المواطنين والذي يتحقق حسبهم من خلال التنسيق بين قطاعي الصحة والبيئة. ودعا المشاركون في الملتقى الذي عرف مشاركة أطباء وباحثين قدموا من عدة دول منها تونس، فرنسا، اليونان، موريتانيا اضافة إلى أطباء من مختلف المؤسسات الاستشفائية على المستوى الوطني، إلى ضرورة القيام بحملات تحسيسية وسط المواطنين لدفعهم للمحافظة على نظافة المحيط الذي يعيشون فيه، نظرا لما لها من اهمية و تاثير ايجابي على صحتهم خاصة المشاكل التنفسية التي يعانون منها. واشارالبروفيسور ن. زيدوني من مستشفى بني مسوس انه على السلطات إعداد مخطط شامل وكامل على المدى الطويل بغرض العمل على الوقاية من الأمراض التنفسية التي تفتك بأرواح المواطنين ، مشيرا الى ان إشراك قطاع البيئة في إعداد هذه الإستراتيجية امر ضروري لما لذلك من اهمية قصوى في ضمان نجاحها. وأوضح البروفيسور ن. زيدوني أن الدخان والغازات التي تطلقها السيارات والمصانع تعد اهم العوامل المسببة والملوثة للبيئة والمهددة لصحة المواطن، فيما قال ان عملية حرق النفايات المنزلية تاثيره ضئيل على تلوث المحيط مقارنة بالعاملين السالفي الذكر. ومن جهته أشار الدكتور ي. لعيد إلى عامل آخر الذي له دور في تلوث المحيط ويشكل خطرا على صحة الإنسان إلى جانب العاملين ،والمتمثل في العواصف الرملية التي لا يستهان باضرارها حتى وإن كانت تسجل مرتين إلى ثلاث مرات في العام، وذلك استنادا الى ما أكدته نتائج تحقيق أجري في الفترة الممتدة ما بين شهر أكتوبر 2001 وشهر سبتمبر 2002، بالعاصمة من طرف معهد الصحة العمومية بدعم من منظمة الصحة العالمية . وينتظر إن يصدرالمشاركون عدة توصيات سترفع للجهات المعنية بغرض إتخاذ اجراءات وتدابير من شأنها العمل على الحد من تصاعد ظاهرة التلوث البيئي الذي تترتب عنه عدة امراض تفتك بالعديد من المواطنين على المستوى الوطني، كما أشار المتدخلون خلال النقاش الذي تلا سلسلة من المحاضرات ألقاها مختصون حول موضوع الملتقى، إلى ضرورة تضافر مجهودات الجميع للتقليل من ظاهرة التلوث البيئي الذي يهدد كل ما هو حي على الارض من إنسان ،حيوان وكذا المحاصيل الزراعية. وستتواصل فعاليات الملتقى اليوم بالقاء جملة من المحاضرات التي سيلقيها عدة اطباء ومختصين من المشاركين في هذين اليومين اللذين خصصا لدراسة واقع الصحة و البيئة بالدول النامية، متبوعة بنقاش و تفسيرات بغرض إيجاد حلول من شانها ان تحمي صحة الانسان وكذا الطبيعة .