جددت جبهة البوليزاريو استعدادها للشروع خلال الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر المقبل في مفاوضات "شاملة" مع المغرب تأخذ في الحسبان مقترحات طرفي النزاع في الصحراء الغربية في تلميح واضح إلى أنها لن تقبل بمفاوضات خارج هذا الإطار·وأوضح ممثلها لدى الأممالمتحدة السيد أحمد بوخاري بنيويورك في حديث خص به وكالة الأنباء الصحراوية، أن "الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، قد دعا في تقريره الأخير إلى مفاوضات شاملة وأن المحتوى موجود وهو كل مشكل من مقترحي التسوية للذين ينبغي مناقشتهما دون إقصاء"· وأضاف أن المغرب بقي "متصلبا منغلقا على نفسه لا يرى على طاولة المفاوضات إلاّ مقترحه الذي يقصي أي خيار آخر" خلال الجولتين الأخيرتين من المفاوضات"· وأشار إلى أنه "علاوة على بعض عناصر الاستفزاز في تشكيلة وفده خلال الجولتين السابقتين، فإن الخطاب المغربي ظل دائما يعكس إرادة إملاء عوض التفاوض على كل ما هو على طاولة المفاوضات طبقا للائحة الأممية 1754"· وأكد السيد بوخاري أن الجانب الصحراوي لم "يقص المقترح المغربي"، مضيفا أن السيد بان كي مون ومجلس الأمن الدولي وجبهة البوليزاريو "لا يعتبرونه خيار التفاوض الوحيد" وأن هناك خيار الاستقلال، موضحا أن "المفاوضات الشاملة تتطلب قبول الجانبين لهذا التصور ثم جميع العناصر التي تضمنها كل مقترح" · وفي السياق ذاته أشار إلى أن جبهة البوليزاريو ستذهب "بهذه الروح وهذا التصور" إلى الجولة الثالثة من المفاوضات التي "لم يحدد بعد تاريخها ومكانها اللذين اقترحهما المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بقبول المغرب"· وعن النقاش الذي دار في مجلس الأمن الجمعة الماضية حول مشروع لائحة حول الصحراء الغربية، أوضح الدبلوماسي الصحراوي أنه "أكد وعزز وجاهة وصحة مقاربة وتوصيات" السيد بان كي مون التي تضمنها تقريره حول سبل ووسائل ضمان استمرارية مسار المفاوضات"· وأشار السيد بوخاري إلى أن عناصر مشروع اللائحة تعكس هذه الوضعية وأن الطرف الصحراوي ينتظر المصادقة عليه بعد غد الثلاثاء بما سيسمح بوضع حد "للمماطلات المغربية" بخصوص تحديد تاريخ ومكان تنظيم المفاوضات المقبلة· وفي هذا الصدد، أعرب السيد بوخاري عن "ارتياحه" لثبات الأمين العام ومجلس الأمن على موقفهما وذلك على الرغم من "المحاولة الفاشلة" للوفد المغربي و"وقوف عضو دائم بمجلس الأمن إلى جانبه" دون ذكر اسمه· وفيما يخص "إجراءات الثقة" بين طرفي النزاع والتي من المفترض أن تصحب المفاوضات، ذكر المسؤول الصحراوي تلك المتعلقة ب "احترام حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة للصحراء الغربية التي تنتهك بطريقة مستمرة وبوحشية" من قبل القوات المغربية· كما أبرز مقترح المبعوث الشخصي للأمين العام "الذي لقي رفض المغرب" بخصوص المجال العسكري والسياسي والإنساني لاسيما قضية الألغام التي "خلفت العديد من الضحايا"· ومن جهة أخرى استقبل وزير الدفاع الصحراوي السيد محمد لمين البوهالي مساء أول أمس السبت، بمقر وزارة الدفاع الصحراوية بمخيمات اللاجئين بتندوف، قائد بعثة المينورسو الجديد الصيني الجنسية الجنرال زهاو جينغمين، الذي كان مرفوقا ببعض الضباط العاملين في البعثة الأممية· وذكرت مصادر صحراوية أن اللقاء تناول قضايا وقف إطلاق النار، بموجب الاتفاق الموقع بين جبهة البوليساريو والمغرب في بداية تسعينيات القرن الماضي خاصة المتعلقة بكيفية تطبيق الوثيقة رقم 01 المثبتة لوقف إطلاق النار بين الجانبين· وحسب نفس المصدر فإن الطرفين اتفقا على مواصلة اللقاءات بينهما في المستقبل وحل المشاكل التي تعترض عمل المينورسو· وعبّر وزير الدفاع الوطني عن شكره للجنرال زهاو جينغمين على زيارته، متمنيا له النجاح في مهمته الجديدة على رأس بعثة المينورسو· وكان الجنرال الصيني زهاو جينغمين عين في هذا المنصب قبل شهرين فقط· *