لم يبق من مواصفات الحديقة العمومية الواقعة قبالة المدرسة العليا للفنون الجميلة ببلدية سيدي امحمد إلا اسمها "حديقة الحرية"، وقد صار هذا الاسم منطبقاً عليها بأتمّ معنى الكلمة، بالنظر إلى التصرفات المضرة بالبيئة والمناظر المخلة بالحياء والاعتداءات المتكررة على رواد هذا الفضاء الاستجمامي الذي صار بالنسبة للسكان المجاورين بؤرة خطر وانحلال في وضح النهار. وقد أكد رواد حديقة الحرية، وكذا السكان المحاورون، أن هذا المرفق الاستجمامي الأخاذ، تحول منذ سنوات إلى مصدر إزعاج وخطر على حياة رواده والمارة على حد سواء، وأنه إذا لم تتخذ الجهات المعنية إجراءات وتدابير صارمة، فإنه سيحدث ما لا تحمد عقباه، بالنظر إلى الاعتداءات المتكررة على الأشخاص والغطاء الأخضر، وفي هذا السياق تساءل أحد المسنين وجدناه يتصفح جريدة وجالساً أمام خضرة الطبيعة، عن سبب تدهور هذا المرفق الهام الذي لو كان في بلد آخر لجعله قبلة للسياح والباحثين عن الراحة في كل الفصول. وحسب شهادات من التقيناهم، فقد صار بعض المنحرفين يجلبون قارورات الخمر والمشروبات الكحولية ويتجرؤون على ممارسة طقوسهم أمام مرأى الناس، ولا يجدون من ينهرهم أو يمنعهم - مثلما وقفنا عليه - وأكده أحد بستانيّي الحديقة المكلفين برعاية النباتات. مشيراً إلى أن الفضاء الجميل لم تعط له القيمة اللائقة، وصار عبارة عن ممر للسكان المجاورين ومرتعاً للمنحرفين، الذين يتصرفون ببذاءة وعدوانية مع الزوار والمارة وحتى عمال الحديقة. وطالب محدثونا من الجهات المعنية إيلاء أهمية للمكان وتخليصه من المظاهر المخلة بالحياء، إذ لم يعد خافياً على أحد أن حديقة الحرية أصبح اسمها يدل على وظيفتها "حرية فعل كل شيء"، كما عبّر عنها أحد السكان المجاورين، مما حول فضاء الاستجمام إلى مكان للمواعيد الغرامية، وتساءل أحد عمال الحديقة: "هل يمكن لعائلة محترمة أن تمر بالمكان دون أن ترى العجب العجاب؟". مضيفاً: " أنا لا أنصح العائلات بالمجيء إلى هنا ... إنه مكان مشبوه". واستغرب رواد الحديقة عدم وجود أعوان لحماية المكان، رغم أنها مصنفة من بين الحدائق التي تحتوي على أشجار معمرة ومغارة ساحرة ومكان استراتيجي هام، في وقت حظيت فيه حديقة الحامة بتوفير أعوان يعتنون بحمايتها من التصرفات غير اللائقة.