استقبل المتحف الوطني "أحمد زبانة" لمدينة وهران خلال السنة الماضية أكثر من 41 ألف زائر من داخل وخارج الوطن، اكتشفوا من خلال الفروع العشرة التي تتضمّنها هذه المؤسسة الثقافية مختلف المجموعات الفنية والمقتنيات النادرة تعود بالمرء إلى عصور خلت، وولجوا بذلك عالم يستحق الاكتشاف. ونظرا للموقع الذي يحتله بالقرب من الحي الشعبي "المدينةالجديدة" الذي يضمّ أقدم وأشهر سوق بغرب الوطن فقد شجّع العديد من المترددين على هذا الأخير لزيارة المتحف واكتشاف ما يزخر به من تحف فنية رائعة في رحلة عبر التاريخ امتزجت بمتعة "التسوّق" ونكهة ارتشاف القهوة بإحدى المقاهي العريقة التي تجاوره. ووفق احصائيات المشرفين على هذا المتحف بلغ عدد الزوار المحليين أكثر من 29 ألف شخص أي ما يمثّل 72 بالمائة من إجمالي الزوّار جالوا وصالوا عبر مختلف فروع هذا المتحف من بينها فرع "وهران القديمة" الذي يبرز تاريخ المدينة الذي يرجع إلى ما قبل الفتوحات الإسلامية وكذا الأحداث التي عرفتها عبر مختلف العصور. ويسترعي هذا الفرع اهتمام العديد من الزوار المحليين الذين يجدون متعة في تصفح تاريخ وهران من خلال المنقوشات والايقونات والخرائط والمخططات والوثائق وعدة تحف تخصّ فترتي الاستعمار الاسباني والوجود العثماني، ويقف العديد من هؤلاء الزوار الذين ينتمون إلى مختلف المستويات التعليمية والاجتماعية مشدوهين أمام التشكيلات المتنوعة من التحف التي تنتمي إلى فترات ما قبل التاريخ وتلك التي تلتها من حقب من خلال الاطلاع على أفخر المجموعات الخزفية والفخارية التي تعتبر من أكثر القطع الفنية التي تزخر بها هذه المؤسسة المتحفية التي يطلق عليها عامة الوهرانيين اسم "دار العجب". كما يفتح هذا المتحف أبوابه على مصرعيها للتلاميذ الذين يتوافدون أسبوعيا في مجموعات حيث بلغ عددهم أكثر من 11 ألف متمدرس جاءوا من مختلف المؤسسات التربوية لاكتشاف عالم "المتاحف" ومقتنياتها النفيسة تساعدهم بدون شك على إثراء معلوماتهم العلمية والتزود بمعطيات حية في مجال التاريخ، ومن بين الأقسام الأكثر استقطابا للتلاميذ فرع "علم خصائص الشعوب" الذي تعرض فيه عينات فنية تقليدية ذات الهام مغاربي وإفريقي وأسيوي وكذا قاعة "المجاهد" التي تحتوي على مجموعة كبيرة من صور شهداء الثورة الجزائرية المجيدة ووثائق حول دور الولاية الخامسة التاريخية في الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي. كما يشدّ قسم "العلوم الطبيعية"، الذي يحتوي أنواعا حيوانية تنتمي إلى فصيلة اللافقريات كالحشرات ومجوفات البطن والرخويات إضافة إلى عيّنات متعدّة من النباتات الترابية والمائية والمتحجرة وتشكيلات أخرى من عظام مختلف الفصائل الحيوانية، انتباه العديد من التلاميذ الذين يدونون في كنشاتهم كل ما يساعدهم على انجاز بحوثهم العلمية المدرسية. ومن جهة أخرى، توافد على متحف "أحمد زبانة" المتواجد بالشارع الذي يحمل اسم نفس الشهيد خلال السنة المنصرمة 150 زائر أجنبي من مختلف الجنسيات مما مكنهم من اكتشاف التحف التي يزخر بها لاسيما الفرع الفني الذي يتضمن مجموعات من لوحات الفن التشكيلي محفوظة في قالب جديد ووفق التسلسل الزمني، علما أن هذا القسم يشمل على مجموعات فنية أوروبية ابتداء من القرن 16 إلى غاية القرن الماضي. كما وقف هؤلاء الزوار على جماليات اللوحات الفنية الجديدة التي اقتناها المتحف والتي أنجزها فنانون جزائريون أمثال محمد خدة وباية واسياخم وغيرهم من المبدعين الذين أثروا الفن التشكيلي الجزائري إلى جانب زيارتهم لقسمي المسكوكات والفنون الإسلامية. (وأج)