شرفتمونا شكرا .. لقد كنتم بالفعل أبطالا قبل الآوان ولعبتم نهائيا قبل الآوان أيضاو كنتم أهلا لتأشيرة كان كل من يحسدونكم لا يتمنون رؤيتكم وأنتم تدكون الخصم بالهدف تلو الآخر بل تتوعدون كل من يقلل من شأنكم. شكرا لكم لقد أبدعتم على امتداد 120 دقيقة وحجمتم الخصم بل وقزمتم فيلة كان النقاد يضعونهم في خانة المتوجين قبل الآوان، ليعيد الجميع حساباته، لأنكم بالفعل محوتم الصورة القاتمة التي رسمتها مباراة مالاوي التي لم تكن سوى حادث طريق عابر. لقد انتفضتم وأنتم تدكون الخصم تلوى الآخر وتصعدون للمربع الذهبي وتتطلعون للتتويج فلاغرابة إذا قلتم نحن الأقوى، لأن الذي يقطع مثل هذا المشوار ويتحدى كل الصعاب من حقه أن يأمل ومن حقه أن يحلم بالتاج ومن حقه أن يقول للذين انتقدوه وسخروا منه قبل اليوم أن يتواروا عن الأنظار أو يخرسوا أو على الأقل ينتظروا الجحيم على غرار الذي عاشه رفاق دروغبا ويايا توري وكايتا. لقد لعب المنتخب الوطني صيغة -الشيخ سعدان - واحدة من أجمل المباريات في مسيرتهم وربما كانت أحسن من مباراة أم درمان التي لقنا فيها الفراعنة درسا في الواقعية والجد والمثابرة، وجعلناهم عبرة لغيره، لكن يبدو ان الفيلة الذين نفخت فيهم تصريحات الإثارة، لم يعتبروا ولم يستخلصوا أي درس إلى درجة انهم دخلوا المباراة بكبرياء وزاد من غرورهم الهدف المبكر والمفاجيء الذي خطفوه في الدقيقة الرابعة إثر خطأ في المراقبة، لكن العودة القوية لرفاق مغني، اعادت النظر في اشياء كثيرة الى درجة ان ثقل المباراة في الشوط الأول قد تحول الى منطقة الخصم الذي تفرج لاعبوه كثيرا على إبداعات زياني ولحسن ومطمور وغزال الذي كان بحق بمثابة غزال لا يكل ولا يمل على غرار زملائه في الدفاع الذين استبسلوا وروضوا كل الفيلة، الذين ركعوا لأول مرة في الدقيقة الأربعين أمام هدف مطمور الذي سجل من حدود 18 م. ولم يكن الشوط الثاني من المباراة مخيبا، لأن المدرب رابح سعدان الذي دون الكثير من الملاحظات من على دكة الاحتياطيين طوال المرحلة الاولى، عرف كيف يوجه تلاميذه ويضعهم في الصورة التي تمكنهم من منع الخصم من السيطرة عليهم ومن هنا تبين للجميع ان الفريق الجزائري بإمكانه ان يستعيد كل قوته فيلعب بندية ويتفوق. لأنه كان يؤمن بإمكانياته حتى في اللحظات الحاسمة والقاتلة ولأن المنتخب الوطني كان يؤمن بإمكانيته حتى في اللحظات الأخيرة التي سجل عليه فيها هدف السبق لصالح المنتخب الايفواري في الدقيقة 90، فقد استطاع ان يقلب الموازين لصالحه في الوقت الضائع ويرغم المنافس بفضل إصابة التعادل برأسية قاتلة للخصم الذي انهار كلية في الوقت الإضافي بشوطيه الأول والثاني. وفي هذه المرحلة التي تعتبر عادة حاسمة برزت عبقرية اللاعب الجزائري وتألق الحارس شاوشي مثلما فعل في الدقائق ال90 ووقف في وجه دروغبا واصيب في اكثر من مرة، لكن شجاعته حالت دون تعويضه بالرغم من ان سعدان قد اضطر في إحدى المرات الى التفكير في تعويضه برديفه زماموش، لكن ذلك لم يحدث لأن فوزي أبى إلا ان يواصل ويساهم في الفوز التاريخي، في مباراة يمكن اعتبارها مرجعا، لأن الجزائريين لم يكتفوا باللعب فقط أو الدفاع عن مرماهم أو الوقوف في وجه الخصم بل عملوا على إثبات ذاتهم بتسجيلهم للهدف الثالث الذي كان صمام امان، لأن الجزائريين وبعد هذا الهدف، كان بإمكانهم ان يضيفوا الرابع والخامس ويقتلوا الوقت الاضافي في أية لحظة لو سجلت الفرص العديدة التي اتيحت لغزال الذي اكمل المبارا ة مصابا في الرأس ، على غرار منصوري الذي اصيب واكمل المباراة أو مطمور الذي أرهق وواصل. وهكذا انهى المنتخب الوطني -المباراة المرجع- وخرج مرفوع الرأس، بينما انسحب الخصم مطأطىء الرأس مكسور البال والخاطر، تاركا التأشيرة لمن استحقها واجتهد في نيلها، لتقول جماهير الكرة في الجزائر، للمدرب رابح سعدان لقد كنت فعلا شيخا بفكرك وبعبقريتك وتستحق الرفع فوق الاكتاف، لأنك وعدت وصدقت، فألف مبروك للمنتخب الوطني. بطاقة اللقاء ملعب كابيندا، جمهور غفير، أرضية ميدان سيئة، تحكيم لايدي مايي من السيشل بمساعدة مانكواند ايفريست من الكامرون ومانويل كانديدو من انغولا. الاهداف: مطمور (د40) وبوقرة (د90+1) وبوعزة (د93) للجزائر كالو (د4) وكايتا (د89) لكوت ديفوار الانذارات: بوقرة (د3) وعنتر (د71) ومطمور (د105) من جانب الجزائر يايا توري (د120) من جانب كوت ديفوار. التشكيلتان: الجزائر: شاوشي، عنتر يحيى (رحو د85)، بلحاج، بوقرة، حليش، منصوري، مطمور، يبدة، زياني (عبدون د106)، مغني (بوعزة د91) وغزال. المدرب: رابح سعدان كوت ديفوار: باري بوبكر، كولو توري، زوكورا (داندان د96)، ياي توري، كالو (كايتا د83)، تيوت (فايي د72)، جيرفينو، دروغبا، تيني، ديمال وبومبا. المدرب: وحيد حاليهالوفيزيتش