سيتمّ خلال شهر فبراير القادم، إعادة فتح قاعة "الأطلس" بباب الوادي، بعد أن خضعت لإعادة التهيئة والترميم، مثلما عرفت تأخيرا في إعادة بعث النشاطات الثقافية والفنية فيها، وفتحها نهائيا للجمهور، "الأطلس" الموروثة من العهد الاستعماري، تشهد حاليا "الرتوشات" الأخيرة التي من شأنها أن تعيد إليها الألق والإشعاع الذي عرفته في سابق عهدها، وهي التي وقفت على خشبتها العديد من الأسماء الجزائرية والعربية من العيار الثقيل، كما ستعرف سنة 2008 أيضا تدعيم الشبكة المتحفية الجزائرية بمتحفين جديدين هما "المتحف البحري" و"المتحف الإفريقي" · وعن تأخّر إعادة فتح قاعة "الأطلس"، التي يشرف على تسييرها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، والتي تصل سعة استقبالها إلى 3 آلاف مقعد، أوضحت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي ل" المساء"، أنّه راجع إلى سببين أساسيين، يتعلّق الأوّل بتخصيص غلاف مالي إضافي لاستكمال عملية التهيئة والترميم، أمّا الثاني وهو الذي اعتبرته "الأكبر والأهم" فيتعلّق بإعادة إسكان ثماني عائلات اتّخذت من قاعة "الأطلس" مأوى لها منذ عام 1968م· وأضافت أنّ وزارة الثقافة تلقت وعودا من ولاية الجزائر بحلّ هذا المشكل في وقت قياسي، لكن الحل لم يأت إلاّ بعد ستة أشهر من الانتظار، نظرا لأزمة السكن الخانقة التي تعرفها الجزائر، وقالت "لا يمكن لنا أن نرمي بست عائلات إلى الشارع لترميم قاعة الأطلس، كما لا يمكن قطع التزويد بالماء، الكهرباء والغاز" · وأكّدت السيدة تومي أنّ هاذين السببين كانا كافيين لتعطيل المشروع لمدّة ستة أشهر· واستطردت أنّ عملية الترميم كانت صعبة للغاية لأنّها مبنية وفق هندسة خاصة مع انعدام مهندسين مختصّين في ذاك النوع العمراني حتى في فرنسا التي بنت القاعة، وكان من اللازم الاستعانة بمهندس إيطالي لحلّ "المعضلة" التي تمّ الوقوع فيها، إضافة إلى ضرورة إيجاد حلول لعدد من المسائل التقنية كنظام التكييف والإنارة· قاعة "الأطلس" التي تتميّز بتقنية السقف المفتوح وتمتدّ على ثلاثة مستويات، هي قاعة للعروض السينمائية، قاعة للمكتبة والمطالعة وكذا قاعة للحفلات، تشهد إعادة بناء أقواسها الخارجية، إذ أشارت الوزيرة قائلة : "الكثيرون لا يتذكّرون كيف كانت قاعة الأطلس في السابق، حيث كانت بها أقواس وفقا للنمط المعماري السائد في العاصمة، فكانت لابدّ من إعادتها إلى سابق عهدها، وللوصول إلى المبتغى كان لابدّ من الحصول على ترخيص يسمح بإعادة بناء الأقواس وهو ما تمّ بالفعل" · السيدة تومي تحدّثت أيضا عن حصول وزارة الثقافة على قطعة أرض بمنطقة أولاد فايت، لبناء أكبر قاعة للنشاطات الثقافية والفنية والتي يمكن أن تستوعب أكثر من 10 آلاف مقعد، وهي القاعة التي أمر رئيس الجمهورية ببنائها، وستحتضن التظاهرات الفنية الكبرى للجزائر عوضا عن "القاعة البيضوية"· كما كشفت الوزيرة ل"المساء" عن قرب تدعيم الشبكة المتحفية الوطنية بمتحفين جديدين، هما "المتحف الإفريقي" و"المتحف البحري" ، وعن هذا الأخير أكّدت الوزيرة أنّه من غير المعقول أن تكون الجزائر لقرون عدّة سيّدة البحر الأبيض المتوسّط، ولا تملك متحفا يحكي أمجادها وبطولات أسطولها، وقالت "هذا المتحف سيكون بقيادة القوات البحرية "الأميرالية"، وهنا لابدّ أن أشكر الجيش الوطني الشعبي جزيل الشكر، فقد برهن مجدّدا أنّه سليل جيش التحرير الوطني، فعندما طلبنا تخصيص فضاء في الأميرالية التي تضمّ قاعدة بحرية، سجّلنا تجاوبا كبيرا دون أدنى تردّد من قبل المؤسّسة العسكرية"· وأشارت إلى أنّ المؤسّسة العسكرية أبدت فخرها بتحقيق هذا المشروع وأنّها واعية بأهمية التاريخ الجزائري، خاصة البحري منه، وقالت : "أتمنّى لو أنّ كلّ القطاعات تتعامل مع وزارة الثقافة مثل تعامل المؤسّسة العسكرية" · وللتذكير، فإنّ المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، أشار في لقاء إعلامي سابق، إلى أنّ قاعة الأطلس تشهد المراحل الأخيرة لترميها، حيث يرتقب أن تسلم في غضون الأشهر القادمة، لتحتضن العروض الكبرى للجزائر خلال 2008، وأكّد أنّ المدّة التي استغرقتها أشغال الإنجاز، ناجمة عن المراحل القانونية التي كان يجب أن يمرّ عبرها المشروع من المناقصات إلى مكاتب الدراسات وصولا إلى أشغال الترميم·