أمام غياب طلبة معهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، في الورشة التكوينية المخصّصة لهم أمس بقاعة "الأطلس" بباب الوادي، وجد الصحفيون المكلّفون بتغطية هذا النشاط يتلقون في مكان الطلبة دروسا حول تقنيات الممثل وأدوات الاتصال، فهل سيتحوّل الصحفيون إلى ممثلين مسرحيين يا ترى؟ قال الأستاذ المسرحي محمد عبايد المشرف على الورشة المخصّصة لتقنيات الممثل وأدوات الاتصال، للصحافة الحاضرة لتغطية هذا النشاط، أنّه على الصحفي أيضا أن يتقن طريقة الكلام وأن يتحلى بسلاسة النطق، بالإضافة إلى أهمية أن يتمكّن من إيصال رسائله إلى المتلقي بكلّ وضوح. وأكّد الأستاذ المقيم بفرنسا، أنّ هذه الورشة تهدف إلى جعل الممثل ينسجم تماما مع الشخصية التي يؤدّيها وإن كان من الضروري أن يحافظ على شخصيته المستقلة. مستطردا أنّ التحكّم في سرعة التنفس نقطة جدّ مهمة في مسيرة الممثل، بالإضافة إلى سلامة نطقه. وفي هذا السياق، تلقى الصحفيون دروسا في هذا الإطار تعدّتها إلى مجال الفن الرابع، والبداية كانت بأهمية أن يثابر الصحفي للتخلص من عوامل الخجل في الحديث أمام الحضور مثلا، وكذا في ضرورة أن يواجه عراقيل المهنة والحياة معا بكلّ قوّة وشجاعة. وتناول الأستاذ طريقة قراءة النصوص المسرحية، فقال أنّها تشترط أن تكون بطريقة عفوية ومدروسة في آن واحد. مضيفا أنّ هذا التناقض في قراءة النص لا يشكّل صعوبات إذا تدرّب الممثل بشكل محكم. بالمقابل، تطرّق المتحدث إلى أهمية أن يتخلّص ملقي النص من كل الكليشيهات التي تضعه في خانة معيّنة، كأن يظهر من خلال كلامه أنه ينتمي إلى منطقة ما أو بلد ما. معتبرا في الأخير، أنّ الأهم هو المصداقية التي تنبعث من قراءة الممثل لنصه المسرحي. وقام الصحفيون بالعديد من التمرينات مثل التنفس من البطن والمشي أحيانا بطريقة عشوائية وأحيانا أخرى بعينين مغمضتين للاستشعار بالفضاء الذين هم فيه، من خلال الجسد وليس من خلال العين المجردة، علاوة على قراءتهم لنصوص مختارة بطريقة مسرحية. من مهنة الصحافة إلى التمثيل المسرحي، هي الخطوة التي قد يتخطاها بعض الصحفيين ليمارسوا هذا الفن كهواية، فقد تساعدهم ممارستهم للفن الرابع في عملهم الصحفي، من خلال القدرة على مواجهة الجمهور وحسن النطق والإلقاء وأمور أخرى كذلك، فمتى سنشهد بروز فرق مسرحية ممثلوها صحافيون؟