أسدل المهرجان الدولي الأول لفنون الأهقار ستائر الاختتام ليلة أول أمس ببلدية أبالسة التي تبعد عن مقر ولاية تمنراست بحوالي 90 كلم على أنغام التيندي والرقصات التي شارك فيها الحشد الكبير من الجمهور والذي تمتع بفرق من تمنراست، بشار، تندوف، الصحراء الغربية وذلك بعد عرض الفيلمين القصيرين "الكوكب الأزرق" و"قصر القردة"، بينما تم الاعلان عن الفائزين في مسابقة القصة والأسطورة سهرة يوم الجمعة الفارط من الأسبوع الماضي. الموسيقى، الغناء، الرقص، الشعر، القصص، الأساطير، الألبسة التقليدية التوارق بقاماتهم الطويلة وبألبستهم المتميزة، المشاركون من المالي والنيجر وبوركينافاسو، الفرق الموسيقية الجزائرية المتنوعة والتي جاءت من مختلف أنحاء صحرائنا الواسعة، كلها شكلت فسيفساء فنية على لوحة أهقارية في ليال للسمر والفن والأساطير. السماء التي ساهمت بدورها في إنجاح عرس الصحراء ونثرت على المشاركين بدل الورود والياسمين درر النجوم وهي تزف إليها حفلا قمريا بهيجا. لم تكن الليلة الأخيرة من المهرجان متميزة عن باقي الليالي الأهارية الأسطورية إلا بزيارتنا ونحن في طريقنا الى مكان الاحتفال لضريح تين هنان الذي هو الآخر كان على حاشية الطريق واستقبلنا في خيال امرأة اسطورية، بعباءتها السوداء وبعينيها الوضائتين مرحبة بنا ترحاب بطلات الأساطير وقد طافت بنا ضريحها المقدس الذي يشرف على حراسة الأهقار ومراقبة الجبال الغرابيب السود والحمر بأناقتهن وهن يرددن مع الريح أنغام الرمل والأفق اللامتناهي. ضريح تين هنان يقع في مرتفع يطل على واد ومزارع منبسطة خصبة، تتسلق إليه طريق حجري يشبه الى شريط مبلط بعد أن تتجاوز المتحف الحجري الذي يعرض عليك صور بعض بقايا المرأة الأسطورة. الحجارة المستدير التي تشكل أحجار هرم صغير منهار لكل في استدارة وقد انزلقت حجارته أو بعضها الى الأسفل، قبل أن تدخل الى الضريح تلفت انتباهك ثلاثة قبور مستديرة محفوفة بحجارة غير منحوتة. الغرف التي يتكون منها الضريح 11غرفة، حيث يتوسط قبر أم قبائل الأهقار وهي تطل ناحية الشرق متغطية بستة صفائح حجرية ليست بالمنحوتة، الحجارة جلبت حسب الخبراء من مكان يبعد عن الضريح بحوالي 40 كلم، من الناحية الغربية للضريح تطل جبال شاهقة كأنها أشباح لعمالقة أسطورية، وهي تداعب برؤوسها قرص الشمس الأصفر المائل الى الغروب، أما من الأسفل فتمتد أراض منبطحة وهي عبارة عن أماكن زراعية. بعد زيارتنا لضريح تين هنان أدركنا غروب الشمس في المكان المعد للاحتفال وهو المخيم الذي اقيم على أرض رملية مستوية وقد تشكل فيها الناس والسيارات والأضواء والخيم كمعرض يعرض على الزائر مختلف حقب التاريخ من فجره الأول إلى عصر الحواسيب. كانت الموسيقى والرقصات وكذا تصفيقات التيندي تتناهى لمسامعنا من بعيد وهي تشكل حلبة فنية متنوعة، وزعت الشهادات على الأطفال والورشات التي شكلوها للرسم وغيره من الفنون من أجل احداث علاقة بينهم وبين الطبيعة فلا يتعاطون من خلالها الحب المتبادل لأن الصحراء رغم هيبتها ووقارها إلا أنها في عطفها ومشاعرها أشبه بناقة تحن الى صغارها وتسرع بعد الرحيل إلى لقائهم. الجوائز التي سبق وأن أعلن عن أسماء الفائزين بها ليل الخميس المنصرم تمت تصفيتها واختيارها من بين 117 قصة وأسطورة، حيث عادت الجائزة الأولى والمقدرة ب150 ألف دينار جزائري، الى سعادة أحمد، بينما كانت قيمة الجائزة الثانية من نصيب جمانة محمد، بينما الجائزة الثالثة فقد تم حجبها في هذه المسابقة والخاصة بفئة المحترفين. أما الجوائز الأخرى الخاصة بالأطفال الذين لا يتجاوز معدل سنهم ال16 سنة، فقد تمثلت في حاسوب محمول، حاسوب، وآلات تصوير رقمية. للإشارة الليلة الأخيرة من الاحتفال تواصلت إلى غاية منتصف الليل وشاركت فيها عدة فرق من الصحراء الغربية، تندوف، بشار، بني عباس وتمنراست، تيندي لالا بادي، المايا من بني عباس وفرقة "زمور" من الصحراء الغربية وحفل تيندي ضخم. مبعوث "المساء" إلى تمنراست: ابن تريعة