حمل أزيد من 820 رياضيا يمثلون 28 دولة، التقوا أمس بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف رسالة تضامنية متجددة للقضية الصحراوية العادلة، من خلال مشاركتهم القوية في "ماراطون الصحراء" في طبعته العاشرة، التي جددت التأكيد على شرعية حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وخلال إشرافه على انطلاقة الماراطون بمخيم العيون أبرز رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الأمين العام لجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليزاريو) السيد محمد عبد العزيز المعاني السامية التي تجسدها هذه المسابقة المتجددة كل سنة وكذا المشاركة المكثفة والنوعية التي تميز الطبعة العاشرة. وأكد بأن تنظيم هذا الماراطون الصحراوي بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال34 لإعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية، يعكس مدى قوة روح التآخي والتضامن التي تميز الشعوب المحبة للسلام من أجل الدفاع عن الحرية والعدالة وعن الحقوق، بشكل عام وحق قيام الدولة الصحراوية المستقلة على أراضيها تحديدا. ولبست مخيمات اللاجئين الصحراويين التي احتضنت مراحل السباق لباس الأعراس، ترحابا بالضيوف الذين توافدوا عليها من رياضيين وبرلمانيين دوليين وممثلي الجمعيات والمنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام الدولية التي حضرت بكثافة لتغطية هذه التظاهرة المميزة، لاسيما وهي تتزامن مع التطورات المأساوية الحاصلة بالأراضي الصحراوية المحتلة جراء استمرار حملة القمع والاعتقال التعسفي الممارسة من قبل نظام المخزن المغربي ضد الصحراويين بشكل عام والناشطين الحقوقيين بصفة خاصة، وكذا مع استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الوفدين المغربي ووفد جبهة البوليزاريو، من اجل إيجاد حل للنزاع في المنطقة، وهي المفاوضات التي عبر عضو الجبهة السيد البشير مصطفى السيد عن ارتياحه للجو الذي ميزها، لا سيما في ظل الاستقبال الأول من نوعه الذي حظي به وفد البوليزاريو من قبل كتابة الدولة الأمريكية. وجرت الطبعة العاشرة لمسابقة "ماراطون الصحراء" التي شارك فيها 824 عداء من 28 دولة، على عدة مراحل شملت أطولها المقطع الرابط بين ولايتي العيونوالسمارة، على مسافة 42 كلم، بينما تسابقت الفئة الثانية على مسافة 21 كلم تربط مدينتي أوسرد والسمارة، وشملت الفئتين الأخريين مقطعين من 10 كلم و5 كلم، انتهت هي الأخرى عند نقطة الوصول بمدينة السمارة، حيث استقبلت الوفود المشاركة من قبل الوزير الأول الصحراوي السيد عبد القادر طالب عمر الذي أشرف على حفل اختتام التظاهرة وتوزيع الجوائز على الفائزين. وأجمع مختلف المشاركين على أن "الفائز الأول والحقيقي في هذا الماراطون هو عدالة القضية الصحراوية وشرعيتها، التي تستوجب العمل بكل الوسائل وتسخير كل التظاهرات من أجل إعلائها وإعلاء حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". وشهدت المنافسة مشاركة نحو 100 عداء جزائري إلى جانب 312 عداء إسبانيا و75 عداء إيطاليا و33 عداء من انجلترا، مع تسجيل أول مشاركة لعدائين قدموا من الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا والأرجنتين والشيلي وأستراليا ونيجيريا التي قاد وفدها السيد سلامون أوكبا رئيس الإتحاد النيجيري لألعاب القوى. كما تميزت الطبعة الجديدة لماراطون الصحراء بمشاركة نوعية وحضور مميز للعديد من الوجوه الرياضية العالمية التي تقدمها لاعب كرة القدم الدولي الإسباني "إيفان هلغيرا"، والعداء الإسباني المعروف جون ساخفادور الذي فاز في نصف الماراطون الإسباني مرتين، علاوة على العداء الصحراوي البطل صلاح أميدان متو الذي كان تعرض لمضايقات كبيرة من قبل البوليس المغربي جراء حمله للعلم الصحراوي للتعبير عن فرحته بالفوز في ماراطون انتظم مؤخرا في الأراضي المحتلة، وكذا الإسبانيين رامون ألفاريس ومانويل مورتينيس ومواطنتهما مارتا خينونيس، وهم ثلاثة عدائين اعتادوا المشاركة والفوز في تظاهرة ماراطون الصحراء. وتعتبر مشاركة الرياضيين الدوليين البارزين من أمثال هلغيرا مكسبا إضافيا للقضية الصحراوية لرسالة السلام في العالم ولتأكيد التضامن القوي مع حق الشعب الصحراوي من أجل الاستقلال والحرية، حسب أحد ممثلي الهيئة الإسبانية المنسقة للماراطون والذي أكد بأنه مهما كانت جنسية الفائز في السباق، فإن المنتصر الحقيقي هي رسالة السلام. وتتواصل التظاهرة الرياضية المنظمة بمخيمات اللاجئين الصحراويين احتفاء بالذكرى ال34 لإعلان الدولة الصحراوية، يوم غد بتنظيم سباقات خاصة بالأطفال وبذوي الاحتياجات الخاصة بالداخلة، لتبقى الرسالة الوحيدة والهدف السامي لماراطون الصحراء الذي نظمت أولى طبعاته في 2001، هي جلب المزيد من التضامن للقضية الصحراوية والتحسيس بها من خلال الرياضة، مع تخصيص مداخيل التظاهرة لإنجاز المشاريع التنموية لفائدة الصحراويين القاطنين بالمخيمات، حيث ينتظر في هذا الصدد تخصيص مداخيل الطبعة العاشرة لماراطون الصحراء، لاستكمال مركز تنشيط الشباب بولاية الداخلة ودعم الرياضة الوطنية الصحراوية وتجهيز بعض المدارس والمراكز الاستشفائية بالوسائل الضرورية. من مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف: م- بوسلان