تقرر نقل مقر المفاوضات بين الوفد الصحراوي ونظيره المغربي من مانهاست الأمريكية إلى أوروبا، بحسب ما كشف عنه أمس محمد خداد عضو الوفد الصحراوي في تصريح ل" الشروق اليومي"، ويرجح أن تحتضن سويسرا الجولة الثالثة من المفاوضات التي ينتظر أن تجري قبل نهاية العام الجاري، ويحدث ذلك في وقت دعا رئيس الوفد المغربي محمد بن موسى نظيره الصحراوي ل"الاستسلام" تحت مسمى الدخول في "سلام الشجعان، لا غالب فيه ولا مغلوب"، وذلك لدى افتتاح جلسات الجولة الثانية من مفاوضات مانهاست. وفيما توجد عدة مؤشرات تدل على أن نقل مقر المفاوضات إلى أوروبا هو بسبب الضغوط الأمريكية على مجرى المفاوضات باتجاه دعم الرؤية المغربية، نفى خداد في حديثه ل" الشروق اليومي" عبر الهاتف من نيويورك أن " تكون الإدارة الأمريكية قد تدخلت هذه المرة"، وقال خداد أن " المبعوث الأممي الهولندي بيتر فالسوم سيبقى المشرف على الجولة الثالثة للمفاوضات حتى وإن تم ذلك في أوروبا بدل الولاياتالمتحدةالأمريكية". ومن الواضح أن المفاوضات في جولتها الثانية قد فشلت فشلا ذريعا ولم تأت بجديد عدا نقلها إلى أوروبا، لكن الوفد الصحراوي المفاوض وعلى لسان محمد خداد، يلقي باللوم على أعضاء الوفد المغربي الذي ظل بحسبه "متحجرا" وظل يررد "أسطوانة" الملك محمد السادس حول ضرورة التمسك بسيادة المغرب على الصحراء الغربية لدى عرض مقترح الحكم الذاتي. وفي ما يخص مجريات المفاوضات في الجولة الثانية، فقد بادر المبعوث الأممي بيتر فالسوم بجملة من المقترحات لزرع أجواء الثقة بين الوفدين المفاوضين، وتضم مقترحات فالسوم مشروعا لنزع الألغام ومقترحا لإنشاء لجنة عسكرية مشتركة بين الصحراويين و المغاربة مهمتها مراقبة وقف إطلاق النار، فضلا عن مقترح ثالث يتعلق بتبادل الزيارات الرسمية بين الجانبين، إلى جانب السماح بزيادة عدد الزيارات العائلية للمخيمات الصحراوية، كما اقترح المبعوث الأممي تنظيم رحلات حج مشتركة بين صحراويي الضفتين. وبحسب محمد خداد، فإن تعنت الطرف المغربي حال دون قبول هذه المقترحات، بينما اعتبرها الوفد الصحراوي أنها "إجراءات إنسانية من شأنها التخفيف من معاناة الصحراويين وكذلك تهدف على التقريب بين وجهات نظر الوفدين المفاوضين". ويضيف عضو الوفد المفاوض السيد خداد أنه بعد عرض المبعوث الأممي لمقترحاته، استعرض الوفدان رؤيتيهما لكيفية تطبيق القرار الأممي 1754 حلو حل النزاع في الصحراء الغربية، ونظرا لتمسك كل طرف بموقفه، ظهر للجميع " مدى طول مسار المفاوضات بين الجانبين خصوصا في ظل رغبة المغرب في فرض خطته للحكم الذاتي، وإصرار الطرف الصحراوي على حقه في تقرير المصير". رمضان بلعمري