أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين السيد الهادي خالدي على الأهمية البالغة التي تكتسيها مهنة السكرتاريا في مختلف المؤسسات الإدارية الخدماتية والانتاجية باعتبارها عاملا مساعدا في تسهيل التنسيق والاتصال بالهيئات الخارجية. داعيا إلى ضرورة تمكين حاملي الشهادات من هذا التخصص الذي صار مطلوبا أكثر في الحياة العملية. وأوضح الوزير لدى إشرافه على افتتاح أشغال المنتدى الوطني الأول لمهنة "الكاتبة المساعدة" بنزل "السوفيتال" بالعاصمة الذي ينظمه المجمع الجزائري "فيب" للتكوين تحت شعار "عليك التأقلم مع عملك" أن هذه المهنة التي تجمع كافة المؤسسات والإدارات هي بمثابة منح فرصة للمختصين لتشريح وضعية المهنة في الوقت الراهن والتطورات التي عرفتها إلى جانب المشاكل التي تعترضها. وأضاف أن مسؤولية الوزارة تتمثل في ضرورة العمل على أن تكون هذه المهنة على غرار كل المهن الأخرى التي يكوّن فيها الآلاف من الشباب في مستوى متطلبات مستخدميها. قائلا أن مثل هذه اللقاءات تعد مسألة ضرورية لكونها مصدرا مهما للمعلومات التي من شأنها إثراء برامج التكوين وتحيين معارف المكونين. ودعا الوزير خالدي إلى اعتماد الخبراء البيداغوجيين في إثراء البرامج المدرسية بمختلف التخصصات المتوفرة لدى مؤسسات التكوين والتعليم المهنيين. حيث يتعين على هؤلاء الخبراء إدراك أهمية مساهمتهم لتمكين خريجي التكوين المهني من تحصيل الكفاءات والتأهيلات التي تستجيب لمتطلبات كل مهنة. وحتى تصبح منظومة التكوين أداة فعالة في خدمة التطور الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، قال السيد خالدي أنه يتعين علينا العمل على جعل هذه العلاقة واقعا وحقيقة ملموسة لبلوغ هدف ضمان الاندماج المهني الكامل لخريجي المنظومة التكوينية التي تعاني نقصا ملحوظا في مساهمة المهنيين المحترفين والبيداغوجيين في هذه المعادلة. وعلى هذا الأساس، طالب الوزير بتزويد الشباب خريجي منظومة التكوين بالتأهيلات الكفيلة بممارسة المهنة بإتقان، علاوة على استفادتهم من تربصات ميدانية في الوسط المهني حتى يتمكنوا من الاندماج في عالم الشغل والتعرف على قواعد سيره. ومن جهة أخرى، أكد المدير العام لمجمع "فيب" للتكوين في مجال السكريتاريا السيد عمور زبار أنه من شأن هذا المنتدى تحقيق التواصل والتنسيق مع مختلف مهنيي الاختصاص على مستوى الإدارات، الشركات، الجامعات ومراكز التكوين...لاسيما من حيث استعمال التكنولوجيات الحديثة ونقل المعارف. كما أوضح أن مهنة السكرتيرة أو الكاتبة المساعدة تعد جسر تواصل بين مسؤول المؤسسة ومختلف الأقسام والوحدات الأخرى بما يسمح بتوفير مناخ عمل ملائم وتحسين مردودية المؤسسة. وللإشارة، يعد هذا المنتدى الأول من نوعه الذي يتناول جوانب مهنة الكاتبة المساعدة في الجزائر، ومقارنتها بالدول الأخرى، حيث يستعد مجمع "فيب" للتكوين الناشط في مجال المعلومة منذ سنة 1996 لتنظيم صالون مغاربي حول هذه المهنة مستقبلا تكون فيه دولة تونس الشقيقة ضيف شرف، إلى جانب تسليط الضوء خلال هذه المناسبة على النقائص والمعوقات الكابحة لتطور مهنة السكريتاريا مقارنة بما هو معمول به في الدول الغربية المتقدمة. وتوصل المجمع إلى تنظيم ما لايقل عن 400 تكوين على مدار السنة لفائدة الشباب والمهتمين بهذه المجالات، خاصة فيما يتعلق بالمعلومات، الانترنيت، خدمات المكتبية، الأمن الصناعي تسيير المشاريع، دراسة أنظمة المعلومات... كما تم التوصل الى برمجة 35 صالونا في هذا الميدان. وستدوم أشغال هذا المنتدى ثلاثة أيام، حيث سيعكف فيه المشاركون على تسليط الضوء على كل الجوانب ذات الصلة بمهنة الكاتبة المساعدة في المؤسسات من خلال 6 ورشات تقنية خاصة بالموضوع.