تسعى مصالح مديرية الفلاحة بوهران منذ منتصف شهر فبراير الماضي، إلى تعزيز تواجدها على أرض الواقع من خلال تجسيد برنامجها العملي الخاص بمحاربة الدودة البيضاء التي أتلفت ما لا يقل عن 1500 هكتار من الأراضي المزروعة على مستوى سهل ملاتة الممتد من وادي تليلات عبر بلدية طفراوي الى غاية الحدود مع ولايتي سيدي بلعباس وعين تموشنت. ورغم أن عملية معالجة مختلف الأراضي الصالحة للزراعة عبر ولاية وهران، تمت خلال فترة الحرث والبذر، إلا أن أيا من مهندسي المديرية من مختصين وغيرهم لم يستطع تقديم تفسير للذي يحدث من انتشار واسع للدودة البيضاء التي أتت على كل المحاصيل الزراعية وأتلفتها عن آخرها، وهو ما جعل بعض العارفين بخبايا القطاع الفلاحي بوهران، يؤكدون أن بعض الفلاحين لم يحترموا المعايير التقنية لمحاربة هذه الدودة البيضاء والقضاء عليها بصفة كلية، مما عرض 22 ألف هكتار من المزروعات على مستوى سهل ملاتة الى التلف. ورغم أن العمليات الإحصائية التي تقوم بها المصالح التقنية منذ أسبوعين، أكدت إتلاف 1500 هكتار من الاراضي الفلاحية المزروعة، حتى أن رئيس الغرفة الفلاحية اكد انه بإمكان المساحة الزراعية المعرضة للتلف ان تصل الى 3500 هكتار في حالة عدم مواجهة هذه الدودة البيضاء ومحاربتها في الوقت، خاصة وانها تنتشر بسرعة كبيرة وخطيرة... والأكثر من هذا هو امكانية تعرض هذه الدودة لمحاصيل العام الفلاحي المقبل في حالة عدم مواجهتها والقضاء على مخلفاتها كالبيض، خاصة وان مدة بقاء البيض في حالة التكاثر تمتد الى ثلاث سنوات. وفي هذا الإطار، يؤكد العديد من إطارات مديرية الفلاحة والغرفة الولائية للفلاحين، بأن مواجهة هذه الدودة البيضاء يجب ان تتم من طرف الفلاحين أنفسهم في أول الامر وذلك باستعمال بذور المعالجة حتى يتم التدخل في حينه خلال الفترة الربيعية لمواصلة معالجة ظاهرة انتشار الدودة البيضاء والقضاء بصفة تدريجية ونهائية على مخلفاتها. وحسب القائمين على العملية، فإن أدنى فترة ممكنة لمعالجة هذه المحاصيل وكذا الاراضي الفلاحية المزروعة تمتد على ثلاث سنوات متواصلة.. علما أن ظاهرة انتشار هذه الدودة امتدت في الوقت الحالي الى 4 ولايات هي عين تموشنت وسيدي بلعباس وتلمسان ووهران. ولعل أهم أسباب انتشارها عدم القيام بحرث الأرض في فترة الصيف بالشكل الوافي وبالعمق اللازم، الامر الذي سمح ليرقات وبويضات هذه الدودة بالتأقلم مع حرارة ورطوبة المنطقة، ثم الانتشار في هذا الوقت بالذات المناسب لاتلاف كافة المحاصيل الزراعية (حبوب وشعير وقمح لين وصلب...). ويبقى الحل الوحيد الآن لمواجهة هذه الدودة البيضاء، هو استعمال البذور المعالجة او استعمال الرش الكيميائي على المحاصيل للقضاء النهائي على هذه الدودة والسعي الى إنقاذ بقية الأراضي المزروعة، حسب ما يؤكده العديد من المختصين يتقدمهم رئيس الغرفة الفلاحية ومدير المصالح الفلاحية بالولاية.