يؤكد السيد الطاهر زبيري الشاهد على أحداث ساقية سيدي يوسف في حديث مع "المساء" أن هذه الأحداث أراد من خلالها العدو الفرنسي ضرب الدعم التونسي للثورة التحريرية وزرع الخوف لدى الدول العربية للتخلي عن مساندتها للجزائر غير أن ذلك زاد في دعم القضية الجزائرية على المستوى العالمي· وقال السيد الطاهر زبيري مجاهد في جيش التحرير الوطني أن منطقة سيدي يوسف بالحدود الجزائرية -التونسية كانت موقعا للاجئين الجزائريين وجرحى ومعطوبي الثورة، وكان هناك بعض الجواسيس دخلوا في صفوف الجرحى للتجسس على الثورة والتونسيين المساندين لها، ولما علم الجزائريون بوجود هؤلاء الجواسيس قطعوا على أنفسهم وعد الحفاظ على إخوانهم التونسيين المساندين لهم والذين هددتهم فرنسا بالمتابعة حيث قامت مجموعة من الجزائريين بالهجوم على وحدة للجيش الفرنسي وقتلت منها 13 شخصا وأخذت خمسة أسرى أحدهم مات في الطريق سلمت جثته للهلال الأحمر في حين أخذت الأربعة المتبقين· وتحدثت حينها كل الجرائد الفرنسية عن هذه العملية، مشيرة إلى أخذ 22 جنديا فرنسيا كأسرى من طرف الجزائريين غير أن هذا العدد كان مبالغا فيه بحيث أن جيش التحرير لم يأخذ إلا أربعة أسرى بعد وفاة خامسهم في الطريق· وأغضبت هذه العملية فرنسا كثيرا التي قامت بالهجوم على منطقة سيدي يوسف· واعتبر محدثنا الذي كان شاهدا على الأحداث حيث كان وقتها جنديا بالشرق الجزائري أن هذه الأحداث أثارت عدة ردود أفعال دولية من الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا، سويسرا بالإضافة إلى تونس ومصر وهو ما يعتبر مكسبا للثورة بعد إدخال القضية الجزائرية في محافل الأممالمتحدة، مما يعد هزيمة لفرنسا التي أشهدت العالم على جرائمها وبطشها، وكانت أحداث ساقية سيدي يوسف يقول السيد زبيري حادثة أليمة لكنها أكسبت القضية الجزائرية المزيد من الدعم· وكانت هذه الجريمة ضربة قاضية لفرنسا التي أرادت أن تتستر عن جريمتها بحجة أنها تدافع عن ذاتها إلا أنها اعترفت بعد ذلك بخطئها بعد تلقيها عدة تنديدات من المجتمع الدولي بسبب هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي·