لا حياة بدون ماء أو هواء.. نعم إنها الحقيقة التي نكتشفها بأنفسنا لمجرد إمساك الشهيق مدة لا تتعدى الدقيقتين، لنكتشف أن حاجتنا إلى الهواء كبيرة جدا، الهواء الذي يتمركز في قلب البيئة التي تعد إجمالي الأشياء التي تحيط بنا وتؤثر على وجود الكائنات الحية على سطح الأرض متضمنة الماء والهواء والتربة والمعادن والمناخ والكائنات أنفسها... كما يمكن وصفها بأنها مجموعة من الأنظمة المتشابكة مع بعضها البعض لدرجة التعقيد والتي تؤثر وتحدد بقاءنا في هذا العالم والتي نتعامل معها بشكل دوري إجمالي، ويوجد نوعان من البيئة، بيئة مادية "الهواء - الماء - الأرض" وبيئة بيولوجية (النباتات - الحيوانات - الإنسان)، هذه التفاصيل الشيقة درستها مامية حميد متربصة بمعهد التكوين المهني لسيدي بلعباس اختصاص البيئة والنظافة، ونقلت لنا انطباعها حول هذا الاختصاص، طموحاتها وأحلامها المستقبلية. تقول " لقد اخترت هذا الاختصاص الذي اعتبره إنسانيا بالدرجة الأولى، لما له من خاصية الدفاع عن البيئة واحترام نظافتها وفق شروط متسلسلة، تعرفت عليها بعد دراستي لمجموعة من المقاييس التي لديها علاقة بالماء والهواء والإنسان وهي متداخلة فيما بينها، حيث نجد فيها السبب والمتسبب متصلان لا محالة. ومدة التربص في اختصاص البيئة والنظافة 30 شهرا تضمن للمتربص الحصول على شهادة تقني في البيئة والنظافة". وتواصل محدتتنا قائلة " لقد حاولت من خلال هذا الاختصاص ان أؤكد ان المرأة موجودة في كل المجالات، وليست محبوسة في الطرز والخياطة والتجميل فقط مع كامل احترامي لهذه المهن، حيث تسعى جاهدة للتطوير في كل مناحي الحياة من خلال اقتحام المجالات التي كانت في السابق حكرا على الرجال فقط، علاوة على ان البيئة تعاني كثيرا وتحتاج لمن يدافع عنها بطرق مختلفة، يجب ان يكون هناك صدى للثقافة البيئية. ودراستي بهذا الاختصاص سمحت لي بمعرفة أشياء كثيرة، منها مدى أهمية الغطاء النباتي في حياة الإنسان وعلى رأسها امتصاص الأشجار لثاني أكسيد الكربون الضار بالإنسان، وتكوين سد منيع ضد التصحر، وكذا أهمية محطات معالجة مياه المجاري التي توفر المياه المعدنية التي يمكن تصريفها بعدئذ دون ضرر بالصحة العامة أو إعادة استخدامها مرة أخرى بعد القضاء على مختلف الملوثات الجرثومية فيها". وفي الاختصاص الذي درسته عرفت محدثتنا أن الهدف الأهم من معالجة مياه المجاري، هو القضاء على العوامل التي تضر بالصحة العامة وبالتالي صرف المياه المعالجة بشكل آمن، وبشكل عام فإن الهدف من معالجة المياه يشمل حماية المصادر المائية "الجوفية - السطحية "، منع انتشار الأمراض، حماية الثروة الحيوانية والمائية، منع الترسبات ضمن المسطحات المائية ومنع الأذى والإزعاج الناجم عن مياه الصرف. وتواصل مامية قائلة " لقد درست أيضا كيفية تسيير النفايات، مثلا تلك الخاصة بالشركات او المدارس او في المساحات الخضراء، وكذا مشكل الاحتباس الحراري الذي اثر سلبا على الإنسان والحيوان، فقد شاهدت شريطا وثائقيا أسال دموعي لأنه تطرق الى وفاة الحيوانات وخصوصا الدببة وتعرض النباتات أيضا للضرر، علاوة على الأمراض الخطيرة التي أصبحنا نعرفها كأنفلونزا الخنازير". وعن طموحاتها قالت " أتمنى ان افتتح شركتي الخاصة لأعمل في هذا المجال الخصب الذي يخدم الإنسان والحيوان والنبات، وخاصة مشروع تصفية المياه الذي أصف نفسي بالناجحة جدا فيه وان أشارك في حملات التوعية التي تخدم البيئة والمحيط".