تقرر بأمر من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أن تكون الطبعات القادمة للجامعة الصيفية لأبناء الجالية الوطنية المقيمة بالمهجر جامعات "دائمة ومفتوحة" لكل الراغبين في المشاركة فيها مستقبلا، على أن يتم قبل نهاية السنة تنظيم 6 جامعات تناقش كل واحدة منها موضوعا معينا، منها ما يخص الإسلام، الهندسة والبحث لتكون هذه اللقاءات فضاءات جديدة للربط ما بين الضفتين بغرض التشاور وبحث سبل استفادة الجزائر من طاقات أبنائها في المهجر . أعلن وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية المقيمة بالخارج السيد جمال ولد عباس عشية أول أمس عن مجموعة من القرارات التي اتخذت تزامنا مع الاحتفال بنهاية أشغال أول جامعة صيفية لأبناء الجالية الوطنية بالخارج، حيث تقرر تنظيم جامعات دائمة طوال أيام السنة تهتم بالعرض والمناقشة لعدة مواضيع يتم حاليا تحديدها على مستوى الوزارة على أن يتم تنظيم ستة منها قبل نهاية السنة الجارية تتطرق لمجموعة من القضايا التي تخص الإسلام، المرأة، مساهمة المهندسين بالخارج في تطوير قطاع البناء بالجزائر وهي المحاور الذي سجل بخصوصها مشاركة قوية من طرف أبناء الجالية خلال فترة انعقاد الجامعة التي حاول مؤطروها تسليط الضوء على عدة قضايا للتقرب أكثر من أبناء الجزائر في المهجر وإشراكهم في القضايا الوطنية. كما أشار ممثل الحكومة إلى أن رئيس الجمهورية تابع من خلال التقارير اليومية فعاليات أول جامعة خاصة بالجالية مؤكدا الاهتمام الذي توليه الحكومة الجزائرية لمثل هذه اللقاءات ولفئة المهاجرين الذين تتطلع الجزائر للاستفادة من خبراتهم في حملة التنمية والعصرنة التي تشهدها عدة قطاعات، مشيرا على صعيد آخر إلى المستوى العالي للنقاش والمحاضرات التي ميزت التظاهرة التي شارك فيها 488 ممثلا عن 13 بلدا من أربع قارات منهم 198 شابا من الجزائر و52 من أبناء الجالية بفرنسا و35 شابا من تونس و15 من المغرب و4 من كندا ومصر و3 من إيطاليا وبلجيكا وإسبانيا، مع تسجيل 63 متدخلا خلال مختلف المحاضرات والورشات التي خصصت لمجموعة من مواضيع الساعة تميزت بطول فترات النقاش المفتوح التي جمعت بين شباب الضفتين. وبخصوص مشاركة الجمعيات النشطة في الخارج أشار الوزير إلى أن مثل هذه اللقاءات تسمح بإعداد شبكة معلوماتية لتحديد العدد الحقيقي لهذه الجمعيات مع ربط صداقات وعلاقات تعاون مع نظيراتها داخل التراب الوطني للتعرف على نشاطاتها ولم لا توحيد العمل فيما بينها لتوسيع مجال النشاط داخل وخارج الوطن، وهي النقطة التي استحسنها المشاركون من ممثلي الجمعيات الذين يزورون الجزائر لأول مرة للتعريف باهتماماتهم وكيفية مساعدة الوطن في عدة مجالات منها نقل الخبرة والتجربة. وفي كلمة موجهة للمشاركين صرح السيد جمال ولد عباس أنه يجب أن يعتبروا أنفسهم من مؤسسي الجامعة الصيفية لأبناء الجالية وما عليهم اليوم إلا نقل الصورة الجديدة عن الوطن الأم لمن لم يسعفهم الحظ هذه السنة في المشاركة في فعاليات الجامعة، وحثهم على وجوب الإسهام كل حسب تخصصه في تنمية البلاد، مشيرا في ذات الصدد إلى أن توصيات كل الورشات والمحاضرات سيتم نقلها عبر صفحات مجلة "بلادي الجزائر" التي سترافق المشاركين في رحلة العودة لتعرض على أبناء الجالية في كل القارات. ويذكر أن فعاليات الجامعة الصيفية التي اختتمت أمس برحلة سياحية إلى عدة معالم أثرية وسياحية بولاية تيبازة كانت محل استحسان المشاركين الذين وجدوا خلالها الفرصة للتعرف أولا على الوطن الأم وفتح فضاءات النقاش في عدة قضايا، علما أن المشاركين من طلبة جامعيين ودكاترة وباحثين لبوا نداء الوطن في كل المناسبات، وضربوا موعدا جديدا خلال الأشهر القليلة القادمة عاقدين العزم على مد يد العون للوطن والمساهمة كل حسب تخصصه في عدة قطاعات خاصة بعد أن سمحت لهم الجامعة بالاطلاع على مدى تقدم وعصرنة عدة قطاعات التي لا تنتظر حاليا إلى حسن التسيير ونقل الخبرة والتجربة التي استطاع أبناؤنا في المهجر الحصول عليها. كما اتفق المشاركون مع الوزارة الوصية على فتح موقع إلكتروني لتبقي طرق الاتصال مفتوحة بين الضفتين يضم كل المعلومات المتعلقة بالاستثمار ومدى تقدم المشاريع داخل الوطن مع تحديد الاحتياجات حتى تمكن الباحثين في المهجر من مد يد المساعدة والإسهام فيها عبر مداخلات بالجامعات الجزائرية ومتابعة بعض البحوث العلمية داخل الوطن مع الإمداد بالخبرة في قطاعات التربية، الصناعة والخدمات كما تقدم المشاركون بمجموعة من الاقتراحات منها ما يتعلق بفتح مركز للشباب البطال بولاية شلف لتدريبهم على بعض المهن في إطار توأمة بين عاصمة الولاية شلف ومدينة "بولوا" الفرنسية، بالإضافة إلى تنظيم عدة زيارات سياحية لأبناء الجالية لاكتشاف الوطن الأم خاصة لمن ولدوا خارج الوطن ولم يسعفهم الحظ في زيارة الجزائر.