تفتح قاعة ابن زيدون غدا أبوابها للفنانة التونسية المتألقة، عبير نصراوي، التي جابت بصوتها العديد من الدول العربية متمكنة من الحضور المميز، الذي استحقت من خلاله مكانة خاصة لا تقل عن من سبقوها في الطرب الأصلي. الاستضافة جاءت بمبادرة من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، ضمن دورة مخصصة للموسيقى الجديدة وأصوات العالم العربي، وذلك بعد أن ذاع صيت عبير من خلال مشاركتها في مهرجانات قرطاج والقاهرة، إضافة الى حضورها سنة 1999 في العرض الموسيقي »الحضرة« بقرطاج أمام 7500 متفرج. كما ظلت هذه الفنانة مرتبطة بشكل منتظم مع البرامج الموسيقية لمعهد العالم العربي بباريس، الذي لا يزال يعتبرها من بين أجمل الأصوات في الأغنية العربية. وأعدت هذه الفنانة تكريما خاصا للفنان الكبير الهادي الجويني بمعهد باريس، كنوع من الاعتراف له بالتأسيس لأغنية تونسية وعربية متميزة، خاصة وأن أعماله لا تزال تؤدى من طرف فنانين عرب. التزمت عبير نصراوي على امتداد مشوارها بالتراث الموسيقي المغاربي والمشرقي وبالأناشيد الصوفية.. معتبرة إياه مرجعا أوليا. كما شغفت بروائع جيل العمالقة كعبد الوهاب وأم كلثوم وغيرهما. وكتبت العديد من أغانيها نتيجة تمكنها من الشعر والأدب حيث أصدرت مجموعة قصصية. من جهة أخرى، اشتغلت عبير نصراوي منذ سنة 2005 براديو »مونتي كارلو« الدولي، وهي تقدم حاليا عدة حصص منها »العالم موسيقى«، »نغم وذكرى« و»غني لي«، إضافة الى حصة اشتهرت بها هي »أهل المغنى« التي تهتم فيها بإبراز أهم الأعمال الموسيقية العربية. وتستعد عبير حاليا لموسم ربيع وصيف 2010، لعرض أغان قديمة من التونغو للعربية (مغاربية ومشرقية) مصحوبة في ذلك بموسيقيين أرجنتينيين. وتحرص نصراوي خلال البرنامج الذي ستقدمه في الجزائر، على إمتاع جمهورها بكل ما هو جميل وأصيل، فهي ستؤدي مثلا »يا زمان«، وهو برنامج يتضمن أغاني قديمة من التراث العربي مع بعض الوقفات الموسيقية والشعرية، فالزمان كما تقول »صديق وأحيانا عدو لدود«. ومن الروائع التي تحرص عبير على تقديمها رائعة »ليه يا زمان« لأسمهان و»إمتى الزمان يسمح« لعبد الوهاب و»حسيبك للزمن« لأم كلثوم، وغيرها، وستبرز روائع تربت عليها الأذن الموسيقية العربية. تصطحب الفنانة فرقتها الموسيقية المكونة من عازف كمان، نقار، عازف على القيتارة وعازفين على العود والقانون. للتذكير، فإن عبير نصراوي من مواليد سنة 1976 بمنطقة القصرين بالحدود التونسيةالجزائرية، ابنة عائلة تعشق النغم وتشجع ابنتها على الفن الراقي، وكانت البدايات في إطار الجوق المدرسي لتلتحق بعدها بفرقة »تقاسيم« النسائية، حيث تميزت بأدائها المنفرد. تحصلت الفنانة على البكالوريا سنة 1996 لتتوجه الى علوم الموسيقى، حيث تحصلت على ماجستير من جاعة تونس عام 2001، بعدها التحقت بجامعة السوربون بباريس لتحضير دكتوراه من الدرجة الثالثة تخصص موسيقى العالم، في عام 2005 حضرت ليسانس في علم الاجتماع، كما تحلصت أيضا على ليسانس آداب سنة 1996. احترفت عبير الغناء منذ سنة 1994 وكانت لها عديد المشاركات الهامة على الساحة الفنية العربية، سواء في الوطن العربي أو أوربا، كما كانت لها تجربة موسيقية رائدة مع الفنان العراقي الكبير عازف العود، نصير شمة، وأحيت حفل تكريم أدونيس وعبد العزيز المقالح بباريس. من جهة أخرى، ساهمت رحلاتها ومشاركتها في مهرجانات وسهرات كثيرة في إثرائها بخبرة واسعة، أضفت على صوتها الجميل نضجا وحساسية يطربان ويأخذان السامع الى عالم النغم الراقي.