تسعى مديرة مجلة "ماق لوك" المتخصصة في عالم الحلاقة والتجميل، السيدة "سلمى بويعقوب"، إلى استحداث مدونة حلاقة وتجميل جزائرية محضة، قائمة على الفن الجزائري الأصيل، تكون مرجعا بالنسبة للأجيال المتعاقبة ممن يستهويهم عالم الحلاقة الرفيعة. وتأتي رغبتها هذه بعد تأكدها من الفراغ الذي يعانيه هذا التخصص الذي يستقطب إليه أعدادا متزايدة من محبيه دون أن يجدوا مراجع جزائرية يستندون إليها. تعتبر الحلاقة النسوية من أكثر الميادين استقطابا لمحبي الجمال والأناقة، فالمتطلعون إلى إتقان فنونه يتزايدون بشكل جعل البعض يحاول الإلمام بآخر تقنيات وابتكارات هذا الميدان من جهة، ومحاولة تنظيم هذا "السوق" بشكل يعكس جمال اليد الجزائرية المبدعة ويجعلها في مصاف المبدعين عبر العالم. هكذا كانت انطلاقة السيدة "سلمى بو يعقوب" صاحبة المجلة والقائمة على تنظيم عروض الأزياء "زين بلادي" التي ذاع صيتها قبيل سنوات في الجزائر، وتتطلع في القريب العاجل إلى المشاركة في أكبر معرض دولي للحلاقة النسائية الرفيعة وعروض الأزياء المنتظر تنظيمه في باريس هذه الصائفة. "المساء" التقت السيدة بو يعقوب بصالون حواء 2010 المنظم مؤخرا بقصر المعارض، وتحدثت السيدة عن ما أسمته "فوضى التعليم والتكوين في هذا الميدان الذي يتطلب حسا فنيا وذوقا متطلعا إلى إضافة الجديد لكل من يرغب في تعلم الحلاقة، فالذي لاحظته - تقول - إن الحلاقة النسائية اليوم أصبحت ميدانا لكل من لم يجد عملا أو فرصة للتكوين بما يتوافق مع رغبة كل واحد، أي أنه أصبح يجمع كل من يبحث عن الربح السريع، وهذا من منطلق ان هذا الميدان مربح جدا، خاصة في فصل الأعراس، وهذا الذي سبب حاليا حالة تشبع في مدارس الحلاقة، واستحدث نوعا من عدم الرضى لدى الزبائن الذين يتذمرون من عمل بعض الصالونات التي لا تقدم ادني نصائح للزبونات، أو لكونها تقدم عملا غير متقن. وأشرفت السيدة سلمى بو يعقوب على تنظيم عروض أزياء راقية أطلقت عليها "زين بلادي" أقيمت على دورات في أفخم الفنادق بالعاصمة الجزائر. وتسعى حاليا إلى تنظيم مسابقة وطنية تجمع ثلة من حرفيي الحلاقة النسائية الرفيعة والهدف منها الوصول إلى استحداث فريق محترف يشارك في المسابقة العالمية للحلاقة والتجميل التي تقام سنويا بالعاصمة الفرنسية باريس، وهي المسابقة التي لم يسبق للجزائر أن شاركت فيها. من جهة أخرى، لفتت السيدة سلمى النظر إلى ظاهرة الركض وراء "اللوك" المشرقي الذي يعد الماكياج اللبناني أحد مظاهره في السنوات القليلة الماضية، وقالت المتحدثة أن فراغ الساحة الجزائرية في الاستثمار الحقيقي بالجمال الجزائري القائم على رقة الماكياج الممزوج بالطلة الجزائرية الأصيلة، كان له وقعه هذه الظاهرة. مشيرة إلى أن الماكياج المشرقي لا يتماشى مع يوميات الجزائريات. وتؤكد المتحدثة بشكل قاطع أن "نجاح الحلاقة والتجميل السوريين أو اللبنانيين كان وراءهما الإعلام الجزائري الذي قدمهما على أنهما الأجود في العالم العربي، رغم أن كبار دور الأزياء العالمية تقدم عارضاتها بماكياج بسيط ومتناغم الألوان مع المظهر العام وشكل وجه العارضات" . ومن ضمن أكبر أهداف السيدة بو يعقوب، أن تضع مدونة جزائرية للحلاقة والتجميل من صنع أنامل جزائرية معروفة على الساحة الوطنية بذوقها الرائع ولمساتها الإبداعية الرائعة. وعددت محدثة "المساء" أسماء قالت أنها لامعة في هذا المجال. مؤكدة أن هذه المدونة مفتوحة لكل من يرغب في تقديم عمل جيد يليق بصورة الجزائر التقليدية، خاصة وأن كل العروض ستكون بارتداء الأزياء الجزائرية التقليدية الأصيلة. وبهذا ستتمكن السيدة بو يعقوب من إيصال فن الحلاقة الجزائري إلى مستوى كبير بين الدول التي لها باع في مجال هذا الفن. مشيرة إلى أن انفتاح الجزائر بفضل موقعها الجغرافي على الثقافات الغربية، خاصة منها الثقافة المتوسطية التي تعتبر من أمهات الثقافات، سيساعدها كثيرا في مساعيها تلك. وبشيء من الدعابة قالت محدثتنا "بعد العمل الكبير والمشرف لفريقنا الوطني الذي أعاد الجزائر إلى أكبر المحافل الرياضية العالمية، فإن العمل المتبقي لأية جهة أخرى هو السعي لفرض اسم الجزائر عالميا في أي مجال تنافسي على المستوى الدولي، وهذا الذي نسعى إليه في مجال الحلاقة والتجميل".