سجلت آخر الدراسات والأبحاث العلمية أن سيدات مصر أصبحن يتصدرن كل سيدات العالم في ضرب الأزواج، متفوقات بذلك على الأمريكيات اللائي احتللن المرتبة الثانية بنسبة تبلغ 23 والبريطانيات في المرتبة الثالثة بنسبة تبلغ 17 ثم الهنديات المسكينات في المرتبة الرابعة بنسبة 11 وتحتل المصريات المرتبة الأولى منذ عام 2003 الذي بلغت به نسبة 23 وارتفعت بعد ذلك عاما بعد آخر لتبلغ 28 في نهاية العام 2006، كما أظهرت آخر الدراسات انه ما بين 23 و28 من الأزواج تعرضوا للاعتداء من قبل زوجاتهم لدرجة احداث جروح وأحيانا القتل! وإذا كان الشائع هو ضرب الأزواج لزوجاتهم، فإن زيادة معدلات ضرب الزوجات لأزواجهن في مصر يجعل قضية ارتفاع وتيرة العنف الأسري على وجه العموم مطروحة، فغالبا ما تسيطر الزوجة »المسترجلة« على الزوج السلبي الاعتمادي، فالمرأة هنا أكثر قوة وأكثر سيطرة، والرجل ضعيف وسلبي ومنسحب فتجد المرأة نفسها قيادية وبالتالي تملك التوجيه والاصلاح لأي اعوجاج في البيت بما فيه اعوجاج الزوج الذي اذا حدث منه خطأ فهي لا تجد غضاضة في أن تقومه وتربيه، وهو يتقبل ذلك او لا يتقبله ولكنه لا يستطيع الاستغناء عنها وعن حمايتها له. ولهذا يتكرر سلوك الضرب من الزوجة لزوجها دون حدوث انفصال أو طلاق لأن العلاقة هنا تحمل مصالح متبادلة واحتياجات متوازنة رغم أنها غير مقبولة اجتماعيا وهذا مايسمى »سوء التوافق المحسوب«، وأحيانا يكون »استرجال« المرأة طبيعة فطرية فيها، وأحيانا أخرى يكون مكتسبا بسبب إهمال الرجل لمسؤولياته وتحلّيه بصفات السلبية والاعتمادية مما يجعل الزوجة تتحمل مسؤولية الأسرة بالكامل وشيئا فشيئا تكتسب صفات القوة والخشونة لكي تحافظ على استقرارالأسرة، فالاسترجال في هذه الحالة ليس صفة أساسية فيها ولكنه من صنع الرجل لذلك يجني ثماره المرّة. والمشكلة في هذا النمط وسابقه ليست في التأثير النفسي للضرب على الزوج (فهو في الحقيقة متقبل ذلك برضا اوعدم رضا) ولكن المشكلة هي في تأثير ذلك على صورة الأب أمام ابنائه وأيضا في صورة الأم لأن هذا يؤدي الى صور تربوية مشوهة ومعكوسة تنطبع في أذهان الأبناء والبنات فتؤدي الى مشاكل جمة في علاقتهم الحالية والمستقبلية، لأنهم لم يعرفوا النموذج السوي في العلاقة بين الرجل والمرأة.