تنبش المصوّرة الصحفية رولا حلواني في الذاكرة الفلسطينية في معرضها ''حضور وانطباعاتّ عبر تسعة أزواج من الصور الفوتوغرافية القديمة والحديثة لقرى فلسطينية دمّرت عام ,1948 وتقدّم حلواني في بالمركز الثقافي الفرنسي نابلس صورا التقطت لتسع قرى فلسطينية مطلع القرن العشرين هجرت في عام 1948 حصلت عليها من أرشيف (دير الدومنيكان) في القدس و''مؤسسة الدارسات الفلسطينية'' في بيروت وتقابلها تسع صور التقطتها حلواني بعدسة كاميراتها لواقع هذه القرى في الوقت الحاضر. وقالت حلواني لرويترز فيما كانت تجيب على أسئلة واستفسارات الحضور الذي غصت به قاعة المعرض عن هذه القرى '' هذا ما أريده من المعرض، أن أنعش الذاكرة الفلسطينية، لا أريد لأحد أن ينسى هذه القرى التي تروي حكاية من سكنوها دون أن تتحدّث، وأضافت ''هذا المعرض جزء من حلم راودني لسنوات، حاولت أن أنساه لكن الفكرة ظلت تلحّ عليّ فبدأت البحث عن صور لأكثر من 500 قرية فلسطينية هجرت عام 1948 واطلعت على مئات آلاف الصور إلى ان اخترت هذه التسع صور التي تشاهدها في المعرض لتروي الحكاية''. وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أنّ مئات الآلاف من الفلسطينيين رحلوا أو اجبروا على الرحيل من مدنهم وقراهم في حرب عام ثماني وأربعين بين العرب واليهود والتي انتهت بإعلان دولة إسرائيل، واختارت حلواني ان تكون الصور الثماني عشر الكبيرة الحجم نسبيا لقرى باللونين الأبيض والأسود يظهر بعضها ان هذه القرى أصبحت أثرا بعد عين فيما لا تزال آثأر أخرى باقية إلى يومنا هذا. وتوضح حلواني أنّها نجحت في الوصول إلى أماكن هذه القرى بمساعدة فريد الحاج يحيي في نهاية العقد الخمسين من العمر والذي لديه معلومات واسعة عن مواقع هذه القرى التي رحل عنها أهلها أو اجبروا على الرحيل عنها عام 1948 حيث أنشأت دولة إسرائيل، وتصف حلواني رحلتها إلى بعض هذه المواقع في نشرة وزعت في المعرض '' لقد بدأت بتجميع صور فوتوغرافية قديمة لهذه القرى وتنقلت من مكان إلى آخر في محاولة العثور على ما تبقى منها واقفة بين آثار ما كان في يوم من الأيام مكانا جميلا وجدت نفسي عاجزة عن الكلام''. وتضيف '' تابعت البحث ومررت بقرية تسمى كوكب الهوى بنيت هذه القرية على جبل عال جعلها تشرف على نهر الأردن من الشرق وبحيرة طبرية من الشمال الغربي لم نستطع دليلي وأنا تحديد موقعها أبدا لا شيء موجود على الخارطة... لا توجد صور لكوكب الهوى في هذا المعرض لم أجد أيا منها في الأرشيف وعلى الأرض لم يكن هناك منها بقية''، وتتابع حلواني '' عندما تقف مقابل هذه الصور البسيطة الصامتة حال تلك القرى كما كانت وكما هي عليه الآن كن صامتا اصغ إذا أصغيت جيدا سوف تسمع خرير الماء وسف تسمع الطيور وتسمع أصوات أطفال فلسطين''. وترى وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي في المعرض الذي شاركت في افتتاحه '' وسيلة من وسائل الفلسطينيين في إحياء يوم الأرض الذي حفر في تاريخ الشعب الفلسطيني وتعمّدت الأرض فيه بدماء الشهداء''، ويحيي الفلسطينيون في الثلاثين من مارس في كلّ عام ذكرى مقتل ستة من العرب في المظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت في العام ستة وسبعين لمنع إسرائيل من الاستيلاء على الأرض التي يملكها العرب في الجليل وأصبح يعرف بيوم الأرض. ويستمر المعرض الذي سبق وأن عرض في لندن ودبي حتى الخامس عشر من ابريل الجاري في نابلس وقالت لوسيين دالانسون مديرة المركز الثقافي الفرنسي ''سننقل هذا المعرض إلى طولكرم وقليقلية والخليل ورام الله وغزة''.