تخلّد دار الثقافة ''مولود معمري'' بولاية تيزي وزو ابتداء من 8 إلى 10 أبريل الجاري ذكرى الفنان الشعبي القدير الراحل الحاج الهاشمي قروابي، حيث سطّر القائمون على هذه المبادرة برنامجا ثقافيا وفنيا ثريا يشمل نشاطات متنوّعة. وبرمج بهذه المناسبة معرض متواصل حول صور ووثائق تناولت حياة الراحل إضافة إلى مجموعة من الأغراض الخاصة التي كان يعتمد عليها الفنان طوال مسيرته الفنية، وعدّة كتب انصبّ موضوعها حول حياة عدد من الفنانين الجزائريين متبوعة بعرض فيديو لبعض الحفلات الفنية التي احياها الشيخ الراحل. وتخلّل برنامج الذكرى إلقاء جملة من المحاضرات التي ينشّطها كتاب وصحافيين منها ''مسيرة وذكرى الهاشمي قروابي''، ''عويشة والحراز ذكرى لقروابي'' وغيرهما من المناقشات والمداخلات التي ستثري الذكرى، إضافة إلى بيع بالإهداء من طرف السيد عبد الكريم تازروت لكتابه الذي يحمل عنوان ''قروابي، انتصار الشعبي''. كما سيستمتع جمهور عاصمة جرجرة بحفل فني سيقام أمسية يوم الجمعة بقاعة العروض بدار الثقافة ''مولود معمري'' من إحياء نخبة من الفنانين المعروفين على الساحة الفنية أمثال نصر الدين قاليز، سيد علي دريس، الشيخ محمد توزان، جمال علام، وغيرهم من فناني الشعبي، ليختتم برنامج الذكرى بشهادات لأصدقاء وأقرباء الفنان وبعض من عايشوه طوال مسيرته الفنية الحافلة بالانجازات العظمية التي ستبقى خالدة في تاريخ الفن الجزائري الأصيل. ولد الفنان الهاشمي قروابي يوم 6 جانفي 1938 بالمرادية (العاصمة)، حيث شطر حياته بين الفن وممارسة رياضة الكرة المستديرة، حيث تربى وترعرع في أحياء بلوزداد ليختار الفنان الشاب طريق الفن الذي أحبه منذ نعومة أظافره، فأخذ يتربى على استعمال الموندول وعمره لا يتجاوز التاسعة ويقتدي بالفنانين أمثال الحاج امريزق، الشيخ احسيسن، لعشاب وغيرهم. التحق بعالم الأوبرا سنة ,1953 ومثّل على خشبة المسرح في ''هارون الرشيد'' و''دحمان السلسة''، كما تعامل الفنان خلال مشواره الفني مع الفنان القدير محبوب باتي الذي زاد من تألّقه وشعبيّته، فأصدر ''البارح'' سنة 1962 وحقّق به نجاحا كبيرا، وعزّز لسنوات طويلة رصيده الفني بألبومات تناول فيها مواضيع مختلفة، لتنطفئ شمعته وتفقد الجرائر أحد أعمدة الفن الشعبي في 17 جويلية 2006 ،ويترك وراءه مدرسة تقتدي بها الأجيال الناشئة.