تنظم النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين الملتقى الدولي الأول حول ''الجامعة والنقابة، بين التحولات والتطلعات'' تحت شعار ''نحو جامعة مستقرة ومنتجة''، وذلك يومي 26 و27 ماي 2010 بقاعة المحاضرات لمركز البحث في الإعلام العلمي والتقني (ابن عكنون) بالجزائر العاصمة. ويهدف الملتقى حسب بيان أصدرته النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين إلى تقديم صورة عن تحول الجامعة من جهة، وتحول النشاط النقابي من جهة أخرى في شتى أنحاء العالم بصفة عامة وفي الجزائر بصفة خاصة، كما يهدف أيضا إلى تقييم الوضعية الحالية والنظر إلى التطلعات التي ترتسم في الأفق. وينطلق الملتقى من فكرة أن العالم عرف خلال العشريات الأخيرة تحولات عميقة صاحبتها إصلاحات عديدة على جميع المستويات نتيجة عدة عوامل، أهمها عولمة الاقتصاد، والدور المتزايد للمعرفة في التنمية والذي ولّد علاقات جديدة بين الجامعة والدولة والسوق والمجتمع، وكذلك التحولات السياسية والاجتماعية خاصة تلك المتعلقة بإعادة هيكلة عالم الشغل. وورد في البيان أن مهمة الجامعة كانت تتمثل في إنتاج الكفاءات الإدارية والمهنية الضرورية لاستقرار الدولة حتى تتمكن الأمة من خلال الإدارات والمهن من استعادة حريتها بنشر المعارف في أوساط السكان. لكن الآن لم يعد تكوين العلماء والتقنيين من أجل الحقيقة، ولكن لمزيد من القوة، فهذا هو المنطق الذي تخضع له الدولة في تخصيص الموارد المالية للبحث، والقائم على مبدإ المناجزة دون أي اعتبار آخر، وبناء عليه يظهر المثقف الجديد، الأستاذ الجامعي، بمثابة ''مغير طرقات''، مما يجعل الجامعة عالما حساسا للغاية من الناحية السياسية. وتبعا للمصدر يعتبر التعليم العالي نسقا فرعيا، مطالبا بالمساهمة المثلى في الأداء الأحسن للنسق الاجتماعي، إذ يتعين عليه تكَويِن الكفاءات الضرورية، بعضها لمواجهة المنافسة العالمية، حيث سيشكل الطلب على الخبراء والإطارات السامية في القطاعات الحساسة أحد الرهانات الكبرى في المستقبل. والبعض الآخر للمحافظة على التماسك الداخلي بالاستجابة إلى حاجاته من أطباء، وأساتذة، مهندسين ومسَيِرين... إلخ. وتقود مسألة تلقين المعارف إلى سلسلة من التساؤلات: من يلقن؟ وماذا يلقن؟ ولمن يلقن؟ وفي أي شكل؟ وتمثل السياسة الجامعية مجموعة أجوبة متماسكة على هذه التساؤلات. وتلقن الجامعة بوظيفتها الاحترافية كفاءات للشباب تتطلبها مهنهم؛ ويضاف إلى هؤلاء مستقبلين جدد لمعارف التكنولوجيات الجديدة. وإثر انفتاح أفق سوق واسع للكفاءات العملية أصبح الحائزون على هذه المعرفة أمام عروض، بل ورهان سياسات إغراء (مبدأ التفرقة الإيجابية في سياسات الهجرة في البلدان الغربية)، أما باقي الشباب المتواجدين في الجامعة، فجلهم من البطالين المحتملين، يفوق عددهم عدد فرص الشغل المتناسبة مع التخصصات حيث يتواجدون (الآداب والعلوم الإنسانية)، إلا أن الشغل والحركة النقابية ليسا في معزل عن هذه التغيرات، فالتحولات عميقة، ومن المكاسب ما تم التنازل عنها لعدم التمكن من حمايتها. وللإشارة ينتظر أن تتمحور مداخلات الملتقى حول مختلف تحولات الجامعة ومكوناتها، وكذلك تحولات العمل النقابي من خلال تغير البنية الأجرية، حيث سيتم تسليط الضوء على الأنشطة النقابية ودورها في تطوير الجامعة، النشاط النقابي ومساهمته في تفاعل الجامعة مع المحيط، التجارب النقابية العالمية في الوسط الجامعي، الجامعة الجزائرية وتحديات العولمة والمنافسة العلمية، المؤسسة الجامعية ورهانات التحكم في التسيير البيداغوجي والعلمي وفي الموارد البشرية، انفتاح الجامعة الجزائرية على العالم الخارجي: الرهانات والصعوبات وكذا الجامعة الجزائرية والنقابة ومسؤوليتهما في دعم الحكم الراشد وتكريسه.