بدأت الأصوات من داخل السودان تتعالى للتأكيد على أهمية المحافظة على الوحدة الترابية لهذا البلد الأكبر إفريقيا من حيث المساحة قبل حوالي عشرة أشهر من تنظيم استفتاء استقلال الجنوب المقرر شهر جانفي القادم. وبعد أن كان الرئيس البشير أول المشددين على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان جاء دور شريكه في الحكم ورئيس حكومة الجنوب سالفاكير ليؤكد أن الحركة الشعبية لتحرير السودان تؤمن بالوحدة الترابية لهذا البلد. وقال كير ''إن الوحدة تشكل قوة لجميع الأطراف'' وانه ''أينما وجدت الوحدة وجدت القوة والسودان يمكنه أن يكون قوة قوية إذا ما ظل دولة واحدة كما هي''. وأضاف أن ''الجنوب يشهد عهدا يتطلب الوحدة أكثر مما قبل، إننا نحاول أن نقوم بالتوحيد على كافة الأصعدة''. وتأتى تصريحات سلفاكير في الوقت الذي يستعد فيه السكان الجنوبيون لإجراء استفتاء هام يتم عبره تحديد مصير هذه المنطقة التي تعاني من تخلف ومخلفات عقدين كاملين من حرب أهلية طاحنة. لكن النائب الأول للرئيس السوداني ورغم تأكيده على أهمية الوحدة قال انه ''سيترك القرار للأفراد والشعب وأن ما سأقوم به هو تأمين عملية الاستفتاء حتى يتم التصويت بحرية وتوفير الحرية الكاملة لاختيار ما يريدونه إما الوحدة أو الانفصال، وهم يعلمون تماما ماهي مميزات وعيوب كلا الخيارين وأنا سأكون معهم في أي خيار''. كما عبر عن أمله بأن يعم السلام فى السودان بعد الانتخابات الأخيرة التي تعد الأولى منذ ربع قرن والتي أكد بأنها كانت تجربة مفيدة للغاية سيتم الاستفادة منها في الاستفتاء المقرر بداية العام المقبل في الجنوب. وفي رد غير مباشر على الاتهامات التي وجهها له غريمه لام أكول بلجوء حركته لتزوير نتائج الانتخابات في جنوب السودان أكد سلفاكير أن الانتخابات فى جنوب السودان ''كانت عادلة وحرة'' من منطلق أن الحركة الشعبية خسرت عددا من المقاعد الهامة في الجنوب. تزامنا مع ذلك تتواصل ردود الفعل الدولية المرحبة بفوز الرئيس عمر حسن البشير في الانتخابات الأخيرة. وهنأ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مباشرة بعد الإعلان عن نتيجة الانتخابات السودانية نظيره السوداني، معربا عن أمله في أن ''يحقق للشعب السوداني ما يصبو إليه من تقدم وازدهار في كنف الوحدة والاستقرار''. كما رحب رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوى بإعادة انتخاب عمر البشير رئيسا للسودان وقال إن ذلك ''سيضمن استمرار السلام والتنمية فى البلاد وتطبيق اتفاقية السلام الشاملة بنجاح''. ولم تتأخر روسيا في الإعراب عن أملها في ''استمرار عملية التسوية السياسية في السودان وإعادة اعماره وتطويره''. وكانت الصين من أولى الدول المشيدة بالانتخابات السودانية وتنظيمها دون صدامات وأكدت أنها ''تحترم تماما خيارات الشعب السوداني وأن في ذلك دليل تقدم بارز في عملية السلام في السودان وسيساهم في السلام والاستقرار والمصالحة الوطنية في البلاد''. من جانبه؛ أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالشعب السوداني لمشاركته السلمية في العملية الانتخابية بالرغم من التحديات العديدة واصفا إياها بأنها ''أظهرت التزام الشعب بالديمقراطية''. ودعا بان كي مون السلطات والأحزاب السياسية السودانية لمواصلة حل أي مشكلات تظهر جراء المنافسة أو الخلافات بالطرق السلمية، كما دعا شركاء اتفاقية السلام الشاملة وباقي الفاعلين السياسيين السودانيين الآخرين لتحقيق تقدم سريع فى الأعمال التحضيرية للمرحلة المقبلة والنهائية لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل والتي تتعلق بإجراء استفتاء على مستقبل جنوب السودان وإقليم ابيى. وأعرب مجلس الأمن الدولي، أمس، على لسان السفير الياباني لدى الأممالمتحدة يوكيو تاكاسو الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجلس شهر أفريل الجاري عن دعمه لتمديد تفويض بعثة الأممالمتحدة في السودان (أونميس) وخاصة لمساعدة البعثة فى الانتخابات العامة السودانية الأخيرة.