مكن الملتقى التكويني لموظفي التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني الذي نظم مؤخرا في الجزائر، من مناقشة جملة من المحاور على رأسها ترشيد عملية الإرشاد والتوجيه وجعلها مواكبة للتطورات الحاصلة وانشغالات الأولياء والتلاميذ، وكيفية مساعدة التلاميذ على تصور مسارهم المدرسي ومن ثم المهني. وفي السياق، وقف المشاركون مطولا عند التحديات المفروضة على قطاع التربية، والتي تحتاج من سلك التوجيه، إلى التكيف معها للتصدي لبعض الظواهر المنتشرة كالتسرب المدرسي والبطالة. وأجمعوا على فكرة أن تلميذ اليوم مختلف عن تلميذ الأمس، ولذلك لا يمكن أن تبقى وسائل عمل المستشارين بدائية، داعين الى تكييفها مع التطورات التكنولوجية الحاصلة. وشكل الإعلام المدرسي ودوره في بناء مشروع التلميذ محور مداخلة قيمة أعدها إطارات مركز التوجيه المدرسي والمهني بأول ماي، حيث سلطت الضوء على مواطن الضعف والقوة في الإعلام المدرسي.. مشددة على سد النقائص المسجلة بتوفير الوسائل التكنولوجية لمستشاري الإرشاد ليتسنى لهم إقامة بنك معلومات ومن ثم تزويد التلميذ بما يحتاجه من معطيات مبكرا. من جانبها، وقفت دراسة مركز الربوة الحمراء بحسين داي للتوجيه المدرسي، عند مشروع مرافقة التلميذ المقترحة لتفعيل دور خلايا الإصغاء والتواصل في الوسط المدرسي، لما لها من أهمية في تحصين التلاميذ من الوقوع في شراك الآفات الاجتماعية كالتدخين والمخدرات. وفي نفس السياق، تطرق إطارات مركز باب الوادي إلى طرق مرافقة التلاميذ لتمكينهم من التصور المبكر لمستقبلهم الدراسي وذلك عبر تحفيز التلميذ على التفاعل مع ذاته. وأولت المداخلات أهمية خاصة لشركاء العملية التربوية، لاسيما الأساتذة والأولياء ومساعدي التربية، واقترحوا جملة من التوصيات منها: الربط بين مستشار التوجيه وأولياء التلاميذ، وتوفير الأجهزة والإمكانيات اللازمة لتطوير آليات وتقنيات الإرشاد والمرافقة.