كشفت المديرية العامة للشركة الوطنية للسكك الحديدية، أنها غير قادرة على رفع أجور العمال، على غرار القطاعات الأخرى في إطار تطبيق قرارات اجتماع الثلاثية الأخير، مرجعة ذلك إلى الوضعية المالية التي وصفتها ب ''غير المريحة وغير الكافية لتطبيق زيادات في الأجور''، وهو رد على الإضراب الذي شنه السككيون أمس احتجاجاً على التأخر في الكشف عن زيادات الأجور. وذكر مدير الموارد البشرية السيد نور الدين دخلي، في ندوة صحفية نشطها أمس بالمديرية العامة للسكك الحديدية أن الإضراب الذي دعا إليه بعض العمال بإيعاز من النقابيين يعد في نظر القانون ''غير شرعي'' كون العمال لم يقوموا بإشعار الوصاية، ولم يكشفوا بشكل منظم عن المطالب مضيفاً أن نسبة الإضراب كانت متفاوتة بين الغرب والشرق والوسط، حيث بلغت -حسبه- بالعاصمة حدود 50 بالمائة و40 بالمائة بوهران 60 بالشرق، وأوضح السيد دخلي أن الوصاية دعت أمس المضربين إلى استئناف العمل، حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون. مشيرا إلى أن الشركة في حال مواصلة الإضراب ستضمن أدنى الخدمات، لا سيما ما تعلق بنقل البضائع والمواد الاستراتيجية. وبشأن الزيادات قال ممثل السكك الحديدية أن الشركة تعاني من عجز مالي متراكم منذ سنوات يقدر ب 15 مليار دينار، ''وينبغي على الشركة دفعها''، لكن الدولة تعمل على مساعدتها في تأخير التسديد حتى يبقى القطاع ''قائماً على رجليه''. مشيراً إلى أن الوصاية قامت بتحسين نظام الأجور منذ ,2008 حيث تم الاتفاق مع الشريك الاجتماعي على إقرار زيادة تقدر ب 16 بالمائة وتم تطبيقها في سبتمبر ,2009 إلى جانب زيادة ثانية بنسبة 4 بالمائة يتم تطبيقها ابتداء من نوفمبر 2010 أي بمجموع 20 بالمائة لفائدة 10 آلاف عامل، معترفاً بالقول: ''ليس بإمكاننا الآن الموافقة على أي زيادة''، مضيفاً أنه لا يعتبر مطالب العمال غير شرعية، ولكن يقر بأن تطبيقها في الظرف الحالي ليس بالمريح للمؤسسة، لكن لم ينف - إن حققت المؤسسة نتائج مالية - أن تكون هناك زيادات. وفي سؤال حول دعم الدولة للقطاع في إطار برنامج الخماسية، ذكر المتحدث أن المساعدات التي استفادت منها المؤسسة لا تعني الزيادة في الأجور، بل تم توجيهها لتوفير المنشآت القاعدية والعربات وإجراء التكوين للمستخدمين للتكيف مع التكنولوجيات الجديدة للقطارات. للإشارة فقد عرفت محطات القطارات بالعاصمة أمس شللاً شبه كلي، جراء توقف السككيين، وكانت علامات القلق بادية على وجوه المسافرين الذين كانوا يترددون على المحطات والشبابيك ولا يجدون من يخدمهم.