شرع المنتخب الوطني لكرة القدم منذ أول أمس، في تربص كرانس مونتانا بأعالي جبال سويسرا في اطار الاستعداد لنهائيات كأس العالم 2010 لكرة القدم، وهو التربص الذي سيدوم إلى غاية السابع والعشرين من الشهر الجاري، على ان يختم بمباراة دولية ودية يوم 28 من نفس الشهر بدبلن أمام منتخب ارلندا الشمالية. وكانت البعثة الجزائرية قد التحقت بالمعسكر على دفعات، حيث سبقها المدرب الوطني رابح سعدان الذي قضى ليلة الاربعاء الى الخميس بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث كان في مهمة خاصة، فيما وصل كل من زماموش والوناس اواوي ومطمور رفقة الطاقم الطبي والإداري إلى كرانس مونتانا عبر جنيف بعد ان غادروا الجزائر صباح يوم الخميس. وقد لوحظ خلال اليوم الأول من التربص تذبذب وصول العديد من العناصر لاسباب لها علاقة ببرامج الرحلات الجوية، كما وصل البعض منهم برا على غرار المدافع رفيق حليش الذي التحق في نفس اليوم في ساعة متأخرة على متن سيارة خاصة. كما وصل كريم زياني وعنتر يحيى وجمال عبدون على متن قطار فضلا عن مجيد بورة قادمين من باريس، وبالمقابل وصل النجم الجديد عدلان قديورة الذي يلعب في اطار البطولة الانكليزية. وتوالى توافد بقية العناصر على فندق الاقامة بوصول الوجوه الجديدة الأخرى كمجاني الذي تلقى الضوء الاخضر من الفيفا للانضمام للمنتخب الوطني، فضلا عن الحراس رايس وهاب المحترف في صفوف نادي سلافيا صوفيا، حيث قدما من باريس ايضا. وبالمقابل، غاب الثنائي نذير بلحاج وحسن يبدة لارتباطهما مع ناديهما بورتسموث الذي ينشط اليوم نهائي كأس انكلترا أمام تشيلسي بملعب وامبلي على ان يلتحقا غدا بكرانس مونتان. اما البقية ممن مازالت البطولات التي ينشطون بها جارية، فينتظر وصولهم في الأيام المقبلة على غرار رفيق جبور الذي يلعب لنادي ايك اثينا اليوناني وعبد القادر غزال الناشط في صفوف نادي سيينا الايطالي، مدحي لحسن الذي يلعب لسنتاندار الاسباني وجمال مصباح الذي يلعب من جهته في نادي ليتشي الايطالي ايضا وحبيب بلعيد الذي يلعب لبولون الفرنسي. للاشارة من المنتظر ان تلتحق هذه المجموعة ابتداء من يوم غد الاحد أو بعده أي مباشرة بعد اجراء مباريات آخر جولة في بطولات ايطاليا وفرنسا واسبانيا. ولعل ماميز اليوم الأول من التربص هو قيام الناخب الوطني بتقسيم اللاعبين الذي كانوا بحوزته الى أفواج عمل وفق نظام معين املته فورمة كل اللاعبين، وخاصة اولئك الذين كانوا يشكون من نقص المنافسة لاعتبارات عديدة أو عادوا من اصابات أو فقدوا مراكزهم الاساسية في انديتهم. وقد حظي زياني باهتمام خاص لغيابه المستمر عن مباريات ناديه فولسبرغ الالماني بعد ان فقد مركزه حتى كاحتياطي، على غرار مراد مغني الذي عاد من الاصابة بعد رحلة علاج قادته الى قطر. ويبدو من خلال تصريحات المدرب الوطني، بأن خضوع هذا الثنائي الى برنامج تحضير خاص، سيمكنه من الوقوف على مدى تطور ادائهما، خاصة وانهما يشكلان نقطة قوة خط الوسط الجزائري، وربما ستكون فرصة زياني أحسن من فرصة زميله مغني لأن مشكل هذا الأخير سببه الاصابة، في حين يقول سعدان ان زياني يكفيه التدريب بانتظام ولعب مباراتين أو ثلاث لاسترجاع فورمته. وتؤكد اصداء اليوم الاول من التدريبات بأن الاجواء مشجعة للغاية بالرغم من البرودة الشديدة التي تميز مناخ كرانس مونتانا، حيث درجة الحرارة مستقرة في الصفر، فضلا عن عامل الارتفاع، لأن المنطقة تعلو عن سطح البحر ب1500 م، وهو عامل قال عنه مساعد المدرب الوطني زهير جلول لا يشكل أي عائق على نسق تحضير المنتخب لأن اللاعبين تعودوا على الاجواء الباردة وينشطون في مناخات متشابهة.