شيئ جميل أن يتم التفكير في إنشاء جامعة متخصصة في علم الزلازل بالتنسيق مع الأممالمتحدة، بالنظر إلى وقوع الجزائر في حزام زلزالي نشط، من منطلق أن الدراسات العلمية من شأنها أن تعزز التوقعات الاستشرافية التي تمكن من وضع الإجراءات الوقائية للتخفيف من حدة الكارثة. ومن الصدفة أن يتزامن إطلاق هذه الفكرة مع الزلزال الذي ضرب منطقتي المسيلة وبرج بوعريريج مخلفا قتلى، والذكرى السابعة لزلزال بومرداس المصادف أيضا لشهر ماي والذي كشف الغطاء عن العديد من النقائص التي تسببت في ارتفاع حجم هذه الكارثة الطبيعية. وبلا شك فإن الزلازل التي ضربت الجزائر خلال السنوات الماضية قد مكنتنا من استخلاص العديد من العبر، لاسيما من حيث احتواء الكارثة، لكن تبقى عدم جاهزية المواجهة النقطة السوداء التي تعتري بالخصوص المنشآت السكنية التي تفتقد لمعايير مواجهة الكارثة، وهو ما تبين من خلال زلزال بومرداس حيث انهارت سكنات جديدة بسبب عدم بنائها على أسس متينة، الأمر الذي استدعى فتح تحقيقات إزاء المقاولين المشبوهين. وإذا كان زلزال بومرداس قد فتح الأعين على أهمية البحث عن نظام فعال لمواجهة الكارثة من خلال التفكير من هنا فصاعدا في إقامة بنايات مضادة للزلازل، فإنه لا يمكننا في المقابل إغفال انتشار البنايات الهشة المهددة بالانهيار بفعل أخف رجة، وهو ما شهدناه في الزلزال الأخير بالمسيلة حيث كان الضحايا يقطنون في سكنات هشة. وعليه فإن الحديث عن إنشاء جامعة متخصصة في علم الزلازل بالجزائر يستلزم مرافقتها أيضا بإجراءات وقائية في الميدان، من خلال القضاء على العوامل المساعدة على ارتفاع حجم الكارثة حتى لا نتهم الطبيعة لوحدها طالما أن للإنسان اليد الطولى فيها أيضا.