كشف المدير العالمي لمجمع سوياز للبيئة السيد تيري مالي خلال اشرافه أمس على الاحتفال بالسنة الرابعة على التوالي لنشاط شركة إنتاج وتوزيع المياه للعاصمة ''سيال''، عن اهتمام المسؤولين بالمجمع بالتجربة الجزائرية التي وصفها بالناجحة بعد بلوغ الأهداف المسطرة. مبديا أمله في مواصلة النشاط وتحقيق المزيد من النجاحات كضمان التقنيات الحديثة للتموين المستمر بمياه الشرب عبر بلديات العاصمة والاستثمار أكثر في مجال التطهير، كما حيا الأمين العام لولاية الجزائر مجهودات المؤسسة التي استطاعت رفع الرهان مع توقع فتح 56 شاطئا للسباحة عبر كل الشريط الساحلي للعاصمة وهو ما يعتبر تحديا رفعته السلطات المحلية بالتنسيق مع مؤسسة تسيير المفوض للمياه ''سيال''. الاحتفال بالسنة الرابعة لنشاط الشركة المختلطة الجزائرية الممثلة في كل من الديوان الوطني للتطهير الجزائرية للمياه والشريك الفرنسي الذي فاز بمناقصة التسيير المفوض لإنتاج وتطهير المياه بالعاصمة المجمع ''سوياز'' للبيئة، كان أمس بمحطة التطهير لبني مسوس، التي تشهد عمليات تهيئة وتوسيع لاستيعاب أكبر قدر ممكن من مياه الصرف بغرض تطهيرها وتخصيصها للقطاع الفلاحي، وحسب تصريحات المدير العالم لشركة ''سيال'' جان مارك جان فقد نتج عن التنسيق المحكم بين كل الفاعلين رفع تحدي تزويد العاصميين بمياه الشرب 24 على 24 ساعة من نوعية جيدة وذلك بعد فتح قرابة ألف ورشة عبر تراب الولاية لصيانة وتطهير الشبكات، ويرتقب قبل نهاية فصل الصيف الجاري اعتماد مخابر الشركة بشهادات للجودة والمطابقة، وهو ما اعتبره المدير العالمي للمجمع سوياز للبيئة بالتجربة الرائدة للمجمع خارج دياره، حيث تنوي المؤسسة الأم استغلال الخبرات والتجارب التي تلقتها إطارات المجمع بالجزائر لتطوير باقي الفروع في عدة دول. وبعد أن تم إعداد المخطط التوجيهي لشبكات توزيع مياه الشرب إلى غاية 2025 وهو الذي يحدد نوعية الاستثمارات التي يجب أن تحققها الولاية لضمان ديمومة الخدمة الجيدة في مجال توزيع المياه، أعلن السيد جان مارك أمس عن قرب الإفراج عن المخطط التوجيهي للتطهير بالعاصمة الذي سيقوم هو الآخر بإعداد مجموعة من التقارير لما تم انجازه وما يجب أن ينجز في آفاق ,2025 وهي المخططات التي يمكن استخدامها مستقبلا كخريطة طريق للقطاع في باقي مدن العاصمة كتجربة، وخلال عرض المتدخل لمجمل تدخلات المؤسسة خلال السنوات الأربع الفارطة أشار إلى جملة من الإجراءات التي أدرجت في إطار الخدمة اليومية للشركة وهو ما ساهم بشكل كبير في تحسين خدمات توزيع وتطهير المياه، مثل انجاز مراكز نداء لاستقبال مكالمات وانشغالات الزبائن مع الرفع من عددهم من خلال عمليات الربط بالشبكة للحد من حالات القرصنة التي رفعت من نسبة التسربات في السنوات الفارطة. وبلغة الأرقام تمت الإشارة إلى صيانة وتجديد 194 كيلومترا من الشبكة، وضع 3500 مضخة وربط 44 ألف سكن جديد بشبكات توزيع المياه مع وضع 249 ألف عداد جديد، بالإضافة إلى تجديد وصيانة 145 كيلومترا من شبكات قنوات الصرف الصحي. وهو ما رفع قيمة الاستثمارات في هذا المجال إلى 17 مليار دينار خلال الأربعة سنوات الأخيرة، أما في مجال نقل الخبرة والمعرفة للإطارات الجزائرية وهي النقطة التي لطالما ركز عليها وزير القطاع السيد عبد المالك سلال فقد تم إلى غاية نهاية السنة الفارطة تنظيم 200,36 يوم إعلامي لصالح الشباب الموظف في الشركة حديثا أو المدمجين من مؤسسة الجزائرية للمياه أو الديوان الوطني للتطهير، وهو ما يفسر تحصل الشركة من خلال مساهمات العمال الجزائريين على تتويجين من طرف المجمع الأول يخص تقنية ''الياسمين'' للحد من الروائح الكريهة لوادي الحراش، والثانية بخصوص خريطة تحديد ضغط المياه التي حلت إشكالية صعود المياه إلى الطوابق والمناطق العليا من العاصمة، وهي المشاريع التي أعدها إطارات جزائريين تحت إشراف خبراء فرنسيين في المجال، كما تم الرفع من نسبة تحصيل الفواتير بنسبة 42 بالمائة سنة 2009 بعد تخفيض عدد الفواتير الجزافية من خلال توسيع عمليات وضع العدادات وهو ما جعل المؤسسة تحتفل بالموازاة مع سنتها الرابعة بالزبون رقم 500 ألف للشركة الذي كرم أمس من طرف المدير العام لشركة ''سيال'' بالإضافة إلى ممثلين عن 14 وحدة تابعة لها. من جهته، أعرب السيد تيري مالي عن فخر المؤسسة الأم بانجازات فرع الجزائر الذي يعد تجربة رائدة للشراكة بين القطاعين العام والخاص. مؤكدا عزم المجمع على نقل أكبر قدر ممكن من المعارف والخبرات للإطارات الجزائرية لمواصلة الدرب على نفس المقاييس العالمية. أما الأمين العام لولاية الجزائر الذي مثل أمس والي ولاية الجزائر فقد أكد النجاحات على أرض الواقع المحققة من طرف الشركة ببلوغ رهان توزيع المياه اليومي بساعات طويلة، مع الرفع من نسبة تطهير مياه الصرف المنزلي إلى 60 بالمائة، في انتظار ارتفاعها إلى 80 بالمائة مع الانتهاء من أشغال صيانة وتوسع محطات التطهير لكل من براقي وبني مسوس، على أن تنطلق أشغال انجاز محطة التطهير لمنطقة زرالدة خلال الأشهر القليلة القادمة، وهو ما سيرفع عدد الشواطئ المسموحة للسباحة على مستوى الولاية إلى 58 بعد أن كانت 32 سنة 2003 و45 السنة الفارطة.