احتضنت دار الثقافة رشيد ميموني بمدينة بومرداس خلال الفترة ما بين 24 و31 ماي المنصرم، معرض الفنون والحرف التقليدية لولاية الجلفة، ضمن فعاليات ''مدن وثقافة'' الممتدة في تزاوج بين ولايات الوطن، امتدادا لتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية .2007 والموعد في 03 جوان الجاري لولاية تلمسان لتحط رحالها بعاصمة الصخر الأسود في تزاوج ثقافي آخر. تختلف عادات وتقاليد الجزائريين من مدينة إلى أخرى باختلاف المناطق والجهات الموجودة بها وطابع أناسها وخصوصياتهم، مما أضفى على ذلك الاختلاف تنوعا كبيرا في أنماط الزى واللباس ووسائل التجميل وشكل الاحتفالات. ويبدو ان اللباس التقليدي والحرف اليدوية والفخار والخيمة صفات تكاد تكون واحدة بين مختلف جهات الوطن، إذ تتشابه الصناعات التقليدية التي تصنعها النسوة في هذه المنطقة أو تلك. فالملاحظ بعدة فعاليات ثقافية حضرتها ''المساء''، أن المشاركين يجلبون معهم أهم ما يميز منطقتهم لتعريف الزائرين بها، الذين يستمتعون بقضاء ''رحلة'' بين ربوع الوطن بحضورهم لمثل هذه التفاعلات الثقافية. وقد حرص المشاركون ضمن أسبوع ولاية الجلفة الثقافي بمدينة بومرداس، على إبراز البصمات الفلاحية كنمط للحياة التقليدية لولايتهم، من خلال عرض أهم ما تشتهر به الولاية من صناعات تقليدية، مثل الزرابي المنسوجة يدويا من صوف الغنم، وهي في الغالب مثلما لاحظناه بالمعرض، موحدة الأحجام والألوان، مطرزة بما يسمى محليا الموزاييك بأنواع ثلاثة: الكروشيه، الكاريه والقامرة. وتعرف الجلفة كذلك بصناعة الفخار، حيث يتم تداول أواني الفخار بين البيوت الجزائرية لعدة استعمالات، يكمن الفرق فقط في تسمية تلك الأواني، وحسب تأكيدات المشاركين بالمعرض الجلفاوي، فإن كل البيوت بالمنطقة لا تستغني عن الفخار وان لم تستعمله تكتفي بالتزيين به. من ضمن الأواني الفخارية التي جلبت إلى معرض ''مدن وثقافة'' بمدينة بومرداس: الطاجين، الكانون، البرادة، القلة، يضاف إليها المثرد أو المهراس الخشبي، وكذلك أوان نحاسية التي لا يمكن لأي عروس جلفاوية الاستغناء عنها ضمن جهازها. ويضاف إلى صناعة الزرابي اليدوية، الطرز التقليدي الذي لا يخلو أي بيت جلفاوي منه، ويتمثل في أغطية الموائد والافرشة والسماطات المطرزة بخيط الحرير بأشكال تعكس في الحقيقة الخيال الواسع للمرأة الجلفاوية. أما تفاصيل العرس الجلفاوي كما تشرحه لنا السيدة نزيهة عضوة بجمعية محلية لترقية المرأة، فتسمى أول مراحله ''الشوفة''، وهي ذهاب بيت العريس لدار العروس من أجل التعرف عليها وعلى أهلها ورؤية العروس ثم تكون الخطبة، وبعدها الحنة والزفاف. وفي صباح يوم العرس تلبس العروس في الأغلبية فستانا نايليا وتجلس وسط النسوة مرة أخرى لتهنئتها بالزواج المبارك، وفي نفس الوقت تكون قد جلبت معها مجموعة من الحلويات المختلفة التي تقوم أخواتها بتوزيعها على النسوة، كما تأخذ العروس معها السكر، القهوة، العطور، الصابون وتوزع منها على أهل العريس الحاضرين. وبعد أسبوع عن الزفاف أو ''السبوع'' تذهب العروس إلى بيت أهلها حاملة معها فاكهة، وتمكث في منزل أهلها على أكثر تقدير 3 أيام، وعند عودتها إلى بيت عريسها تجلب معها طبق الشخشوخة والعيش أو الكسكسي بالمرق الأحمر والبيض المسلوق، إلى جانب الرفيس، ويمكن أن تزيد أشياء أخرى كالفاكهة، وحلويات تقليدية أخرى. يذكر ان فرقة البالي للرقص الشعبي من ولاية الجلفة قدمت خلال التظاهرة الثقافية عروضا فولكلورية للرقص النايلي الأصيل تعكس جانبا مهما من عادات وتراث المنطقة.