اتفق المتدخلون في اليوم الأول من اللقاء المنظم أمس بسيدي بلعباس حول ''تطور الأمازيغية لغة وأدبا بالجزائر منذ الاستقلال'' على كون تسييس مطلب تعميم اللغة الأمازيغية يشكل عائقا أمام تطورها كلغة وثقافة بالجزائر. وأبرز الباحث في الشؤون السياسية بجامعة مستغانم الأستاذ مغراوي لقمان في محاضرة بعنوان ''الأمازيغية بين شرعية المطلب ورهان السياسة'' أن اختزال اللغة الأمازيغية في مطلب حزبي يكبح مسار احتلالها لمكانها المنشود سواء في الوسط الاجتماعي أو التربوي وحتى الثقافي. وأوضح المتدخل في هذه التظاهرة المنظمة من طرف المحافظة السامية للأمازيغية أن تطوير هذه اللغة بحاجة الى أعمال ومجهودات كبيرة من قبل المؤسسات وكذا النخبة والمثقفين ''المدعوين الى فتح نقاش هادئ ورزين وهادف لتحقيق الاندماج المطلوب لهذه اللغة وما تحتويه من أدب وفكر وثقافة وفنون''. كما أشار السيد سليم عياد المختص في المجال اللغوي بجامعة بجاية الى عدد من الصعوبات التي واجهت تطور اللغة والأدب الأمازيغي في ظل محاولات حصرها في نطاق سياسي وإيديولوجي، موضحا ''أنها أكبر بذلك بكثير''. وتطرق السيد عياد الى وضعية التعبير الأمازيغي على ضوء الانجازات المحققة نتيجة دسترة الأمازيغية كلغة وطنية رسمية وبالتالي فتح مجال الاعلام وقنوات الاتصال المكرس للغة والثقافة الأمازيغية وكذا تدريسها في المؤسسات التربوية والتعليمية. ومن جهتها؛ اعتبرت الأستاذة علجية أوطالب من جامعة تيزي وزو أن اللغة والأدب الأمازيغي تراث لغوي وثقافي عميق بالبلاد وأداة للتعبير الشفهي مبينة أن تطور اللغة مرتبط بتطوير الأدب الأمازيغي المكتوب. وسلطت المتدخلة الضوء على تطور المفردات الأمازيغية وأشكال استخدامها في الأوساط الاجتماعية والثقافية. وتم خلال هذا اللقاء التركيز على البعد الأساسي للأمازيغية في الهوية الوطنية إلى جانب تقييم الانجازات المسجلة في تطوير هذه اللغة ومجهودات المؤسسات في تعميمها، بالاضافة إلى مناقشة وتحليل نتائج الدراسات التي تناولت الواقع والتعدد اللغويين بالجزائر. كما تناول المشاركون في هذا الملتقى الذي يشهد حضور خبراء وجامعيين من عدة جامعات بالوطن موضوع اشكالية تعليم وتعلم اللغة الأمازيغية ومفرداتها. وسيتم خلال اليوم الثاني من الأيام الدراسية الثانية حول اللغة الأمازيغية التطرق إلى واقع تجربة وآفاق ادراج هذه اللغة في المنظومة الجامعية واستراتيجيات التعليم الأمازيغي ودور وسائط الاعلام والاتصال السمعي البصري في تعميم الثقافة الأمازيغية.