يحتفي مهرجان الفيلم العربي- الفرنسي المشترك في دورته السادسة عشر بالعاصمة الأردنية عمان بالفن السابع الجزائري، حيث تنظّم احتفالية ''عين على السينما الجزائرية'' في مقر الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، إذ ستعرض عدد من أبرز أعمال السينما الجزائرية ويعقب عليها الناقد والباحث السينمائي الجزائري أحمد بجاوي. ''عين على السينما الجزائرية'' ستفتح نافذة على أفلام جزائرية تؤرّخ لفترات متباينة من تاريخ الجزائر وتتطرّق إلى مواضيع متشعبة، ومن بين هذه الأفلام ''قصة لقاء'' لإبراهيم تساقي، ''نهلة'' لفاروق بلوفة، ''رشيدة'' ليمينة بشير شويخ و''البيت الأصفر'' لعمور حكار، وكلّها أعمال حقّقت نجاحات معتبرة عند عرضها سواء للتقنيات السينمائية المستخدمة أو للمواضيع المتناولة. فعاليات الدورة السادسة عشر للمهرجان التي تتواصل إلى غاية الرابع والعشرين جوان الجاري، يشتمل برنامجها على عرض أفلام متنوّعة حقّقها مخرجون عرب بالتعاون مع جهات إنتاجية فرنسية والبعض منهم بأسلوبية السينما المستقلة، إذ نجد في القائمة عددا من الأفلام الجزائرية الأخرى كفيلم ''لندن ريفر'' لرشيد بوشارب، ''الوداع يا غاري'' للفرنسي الجزائري الأصل نسيم عموش، إلى جانب ''الزمن المتبقي'' للفلسطيني إيليا سليمان، ''كازا نيغرا'' للمغربي نور الدين خماري، ''فيروز'' للفرنسي فريدريك ميتران، ''الليل الطويل'' للسوري حاتم علي، ''كل يوم عيد'' للبنانية ديما الحر و''هوليوبوليس'' للمصري أحمد عبد الله. استهل عروض المهرجان التي انطلقت مساء أمس، الفيلم الجزائري ''حراقة'' للمخرج مرزاق علواش الذي يتناول مشكلة الهجرة إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط من خلال ثلاث شخصيات في أسلوبية مبتكرة تدمج بين التسجيلية والروائية بتناغم جمالي ودرامي مفعم بتلك التفاصيل التي يتعايش فيها شباب عرب وأفارقة لحظة قرارهم خوض هذه المغامرة بحثا عن فرصهم بالحياة الأفضل. وتأتي أهمية فيلم ''حراقة'' الذي قطف جوائز عديدة في مهرجان دبي السينمائي الأخير ونال إعجاب كثير من النقّاد العرب والأجانب، كون مخرجه صوّره في أماكن حقيقية بين فرنساوالجزائر وفي البحر أيضا على خطى ينطلق منها المهاجرون صوب القارة الأوروبية، كما يكشف عن بعض الأسباب الكامنة وراء تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية في الجزائر سواء كانت لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية. وستعرض ضمن الفعاليات أيضا مجموعة من الأفلام الأردنية القصيرة التي حقّقها مخرجون أردنيون شباب، هي نتاج ورشات تدريبية على صناعة الأفلام سواء تلك التي نظّمتها الهيئة خلال الفترة الأخيرة أو من خلال مشاريع التخرّج من كليات وأكاديميات أردنية وعربية وعالمية، حيث سيجري اختيار أفضل ثلاثة أفلام من قبل لجنة تحكيمية متخصّصة ومنحها جوائز تقديرية. ويعكس المهرجان الذي ينظّمه المركز الثقافي الفرنسي بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ومؤسسة شومان وأمانة عمان الكبرى، المستوى الذي بلغته صناعة الأفلام العربية الجديدة وما تقدّمه من طروحات جمالية ودرامية وتسجيلية لجوانب من الهموم والآمال التي تغذي التنوّع الثقافي في حقل الفن السابع، حيث تتبع مناهج متباينة عن الأفلام السائدة في الصالات المحلية، وهي فرصة ثمينة للمشاهد المحلي للاطلاع على نماذج من السينما العربية أو الفرنسية المختلفة التي لاقت حفاوة في أغلبية مهرجانات وملتقيات الفن السابع الدولية.