يشارك رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بكندا في أشغال قمة مجموعة ال8 التي انطلقت أمس في موسكوكا، وتنظر بالأساس في آفاق تحقيق أهداف التنمية للألفية مع التركيز على الإجراءات الواجب اتخاذها على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية. ويحضر إلى جانب السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي حل أول أمس بمدينة تورونتو الكندية، ستة نظراء أفارقة، مدعوون بالمناسبة إلى حوار بناء مع نظرائهم من البلدان الأعضاء في مجموعة ال8 حول سبل ووسائل تعزيز الشراكة التي تمت المبادرة بها أثناء إطلاق مبادرة النيباد سنة 2001 بين إفريقيا ومجموعة ال.8 ومن هذا المنظور يبحث المشاركون في اجتماع موسكوكا الذي يدوم يومين آفاق تحقيق أهداف التنمية للألفية، مع التركيز على الإجراءات الواجب اتخاذها على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي لبلوغ بصفة فعلية الأهداف المتعلقة بصحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة مثلما حددها تصريح قمة الألفية التي عقدت سنة .2000 كما يناقشون كيفيات مساندة مجموعة ال8 للجهود الإفريقية الرامية إلى الحفاظ على الاستقرار والسلم في القارة، مع تقييم مدى تنفيذ الالتزامات المدرجة ضمن أرضيات الشراكة التي تمت المصادقة عليها بمناسبة قمم مجموعة ال8 المتتالية. وتأتي مشاركة الجزائر في هذا الموعد الاقتصادي العالمي الهام الذي يضم الدول الأكثر تصنيعا في العالم، تأكيدا على الدور الريادي للجزائر في القارة الإفريقية، بصفتها إحدى البلدان المبادرة بالشراكة بين مجموعة الثمانية والاتحاد الأفريقي من خلال آليات النيباد، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي في هذه المبادرة بحكم علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي باتفاق الشراكة وعلاقتها المتميزة مع دول المجموعة. ولذلك تنتظر الجزائر من المجموعة أن تدعم كل خطوات هذه الشراكة من أجل الدفع بالاقتصاد الأفريقي وتجسيد الالتزامات اتجاه القارة، سواء تعلق الأمر بالوسائل المالية الضرورية أو بنقل التكنولوجيات والمهارات. كما تطالب بإعادة النظر إلى أفريقيا كمتلقية للقرار الدولي إلى صانعة هذا القرار، وذلك بتعزيز تمثيلها في المؤسسات الدولية انطلاقا من أن إمكانيات أفريقيا، والتزام قادتها بإقامة علاقات مبنية على العدل والفائدة المشتركة مع مختلف الشركاء. وخلال توجهه أول أمس إلى كندا وجه رئيس الجمهورية برقيات تحية إلى قادة كل من اسبانيا، البرتغال، بريطانيا والولاياتالمتحدةالامريكية، وهو يعبر أجواء هذه الدول، مؤكدا بالمناسبة جودة العلاقات القائمة بين الجزائر والبلدان المذكورة. وأعرب الرئيس بوتفليقة في برقيته إلى رئيس حكومة مملكة إسبانيا السيد خوسي رودريغاز ثاباتيرو عن ارتياحه لنوعية وكثافة العلاقات الجزائرية الإسبانية، فيما تمنى لملك اسبانيا خوان كارلوس الأول في برقية ثانية موفور الصحة والسعادة وللشعب الإسباني الرفاهية والرخاء. كما أكد الرئيس بوتفليقة في برقية وجهها إلى رئيس الوزراء البرتغالي السيد جوزيه سوقراطس أن نوعية العلاقات الجزائرية- البرتغالية التي تندرج في إطار الرؤية الإستراتيجية المشتركة لقيادتي البلدين، تسمح بالتطلع إلى تعاون دائم وأكثر حيوية بين البلدين، وجدد في برقية أخرى وجهها لنظيره البرتغالي السيد أنيبال كافاكو سيلفا حرصه على تطوير هذه العلاقات الثنائية والتعاون القائم بينهما، مؤكدا رغبته في العمل بالتشاور مع القيادة البرتغالية على تطويرها. من جانب آخر أعرب السيد بوتفليقة في برقية بعث بها إلى الوزير الأول للمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية السيد دفيد كامرون عن يقينه بأن الحوار السياسي النوعي المباشر بين الجزائر والمملكة المتحدة سيتعزز أكثر فأكثر وأن علاقات التعاون والشراكة بين البلدين ستشهد دينامية جديدة، مؤكدا استعداده التام للعمل من أجل تجسيد هذه الأهداف خدمة للمصلحة المشتركة للبلدين. وخلال عبوره الأجواء الامريكية جدد رئيس الجمهورية لرئيس الولاياتالمتحدةالامريكية السيد باراك اوباما عزمه على تعزيز العلاقات الثنائية. مشيرا في برقية بعث بها إلى هذا الأخير، ''أغتنم فرصة عبوري أجواء بلدكم لأبعث لكم تحياتي الصادقة متمنيا لشخصكم موفور الصحة والسعادة..، وأود بهذه المناسبة تجديد عزمي على العمل على تعزيز علاقاتنا الثنائية وتنويعها لمصلحة شعبينا المشتركة''.